بدأت العديد من المزارع في منطقة جازان في انتاج ثمار التين والتي تغرق بها أسواق المنطقة وذلك لكثرة الإنتاج من حيث الكم والجودة العالية ولكن في ظل هذا الإنتاج الغزير يعاني المزارعون في المنطقة من بطء التسويق لمنتوجاتهم الزراعية وعدم دعم المزارعين على الاستمرار في زراعة هذه الفاكهة مما ادى إلى اعتماد المزارعين في المنطقة على زراعة الاعلاف. وقامت «الرياض» بزيارة لعدد من المزارع في منطقة جازان ومنها مزرعة المواطن محمد طاهر في محافظة صبيا والتي توجد بها 1500 شجرة تين تنتج يومياً طنا من التين يتم بيعه على الشركة الزراعية بالمنطقة. وبين المزارع طاهر بأن التين الذي تنتجه مزارع المنطقة يعد من أفضل الأنواع على مستوى العالم وذلك لكثرة الطلب عليه من بعض الدول الاوروبية كفرنسا وايطاليا وسويسرا وكذلك بعض الدول الآسيوية كاليابان وذلك للمواصفات العالية التي تتمتع بها انتاج المنطقة من التين والذي أصبح ينافس انتاج بعض الدول المتطورة في المجال الزراعي كالبرازيل وذلك بشهادة خبراء من منظمة الزراعة العالمية. وقال ان منطقة جازان تشتهر بمزارعها الكثيرة والتي ساعد على انتشارها وفرة المخزون من المياه الجوفية والتي يتم الحصول عليها في عمق منخفض مما ساعد على نمو الزراعة في المنطقة ومنها مزارع التين والتي تنتج يومياً عشرات الاطنان من الفاكهة. مشيراً إلى أن العناية بأشجار التين وتوفير الضوء والتهوية المناسبة والري يعمل على إنتاج ثمار عالية الجودة تجد اقبالا عليها في الاسواق الدولية. دور غائب لوزارة الزراعة واكد ان المزارعين في المنطقة يعانون من قلة الدعم سواءً من البنك الزراعي أو من قبل مديرية الزراعة في المنطقة والتي لا تعلم عن احوال المزارعين شيئاً وخير دليل على ذلك فرع الزراعة في محافظة صبيا والذي لم يقدم أي دعم للمزارعين سواءً بتوفير المبيدات الزراعية والتي تصل بكميات محدودة جداً وتُوزع بالمحسوبية، بالإضافة إلى وجود سيارة واحدة لرش المبيد الحشري في المزارع والتي توجد بالعشرات في المحافظة. وأكد أن دور الإرشاد الزراعي غائب في المنطقة لافتاً إلى أن الزراعة من أساسيات نمو الدول اقتصادياً ولكن للأسف لم ينظر لذلك في منطقة جازان والتي تمتلك مخزوناً هائلاً من المياه الجوفية ساهمت في دعم هذه الزراعة. مطالبات بإنشاء مصنع لتجفيف التين وطالب بإنشاء مصنع يعمل على تجفيف التين ومن ثمَّ تسويقه بشكل مجفف أو على شكل عصائر، الأمر الذي يحفز المزارعين على الاستمرار في زراعة هذه الفاكهة وذلك لأن مجال التسويق أصبح متوفراً ولكن كما يقول المزارع محمد طاهر فإن المنطقة لا توجد بها سوى شركة زراعية واحدة وتشتري المحصول بأقل الأسعار وبمواصفات معينة للثمار مما تسبب في تكبد المزارعين لخسائر فادحة وذلك بسبب النفقات الهائلة والتي تُصرف على زراعة هذه الفاكهة والتي تستهلك العديد من الأسمدة الزراعية والتي ارتفعت أسعارها بشكل ملفت مما جعل المزارعين يتكبدون خسائر في زراعة هذه المحاصيل وكذلك المعاناة في التسويق داخل المنطقة مما يدفعهم للبيع بأسعار زهيدة وذلك خوفاً على تلف المحصول وذلك في ظل غياب شروط التخزين. وطالب المزارع عبدالله أبو هاشم والذي يمتلك مزرعة للمانجو والتين في صبيا بأن تُسارع وزارة الزراعة والبنك الزراعي في دعم أصحاب المزارع الكبيرة بثلاجات تخزين لكل مزارع وذلك بنظام القروض الميسرة حتى يتمكن المزارع من حفظ المحصول وتسويقه بطرق منظمة بدلاً من الطرق العشوائية والتي يتكبد فيها الخسائر الفادحة. كما طالب بإنشاء العديد من الجمعيات التعاونية الزراعية في المنطقة والتي سوف تقدم الدعم والاستشارة للمزارعين حيث إنه لا توجد في المنطقة سوى جمعيتين لا سيما وأن هذه الجمعيات لها دور كبير في دعم المزارعين الصغار الذين هم في أمس الحاجة للدعم والذين سوف يساهمون في وجود هذه الجمعيات على تطور ونمو الزراعة في المنطقة وكذلك في زيادة الأرباح لهم بخلاف ما هو موجود حالياً.