عُرفت منطقة جازان ومنذ قديم الزمن بما تزخر به ويتوافر بها من المقومات الأساسية للزراعة من خصوبة في الأراضي والمناخ المناسب لزراعة مئات الأنواع من الأشجار ومياه جوفية وأمطار وسيول متدفقة على مدار العام بما يمكن المزارع من الاستفادة المثلى في خلق بيئة زراعية لمختلف المحاصيل على مدار العام وبأسهل الطرق وأقل التكاليف. وتنوعت الأراضي الزراعية في المنطقة إلى أراضي زراعية طينية تقع بجوار الأودية أو في مسارها وهي أرض خصبة تروى عن طريق السيول الموسمية من الأودية والأمطار وأخرى زراعية صفراء وتمثل أكثر الأراضي الزراعية توافرا بالمنطقة ويعتمد الأهالي في زراعتها على الأمطار ومياه الآبار وثالثة هي عبارة عن الأراضي الزراعية ذات التربة الرملية والتي تتواجد بقرب السواحل وتعتمد في زراعتها على مياه الأمطار والسيول وعادة ما تكون الأماكن المناسبة لزراعة "الدُخن "إضافة للنوع الأخير من أنواع الأراضي الزراعية بالمنطقة وهي تلك الموجودة على سفوح الجبال والتي أستثمرها الأهالي بتوزيعها على شكل مدرجات زراعية تروى بمياه الأمطار. ومع التحول الذي شهدته المنطقة في الزراعة من الاعتماد على زراعة الحبوب بشكل أساس إلى التنوع الزراعي مثل زراعة الفاكهة والتي من أهمها زراعة المانجو حيث تحتضن مزارع أراضي منطقة جازان الزراعية نحو ثلاثين صنفا من المانجو أثبتت نجاح زراعتها فيما بدأ حاليا التركيز في المنطقة على زراعة أصناف المانجو عالية الجودة مثل / تومي وهندي خاص وجيلن وجولي وبريبو وفنداكي وزل وكيت وكنت / والتي يمتاز إنتاجها بالجودة العالية من حيث الشكل والحجم والطعم والحلاوة وقلة الألياف. واسهم مركز الأبحاث الزراعية بوادي جازان في تنفيذ تجارب زراعية وأقلمة الكثير من الخضروات والفواكه والمحاصيل وتعميم نتائج الأبحاث على المزارعين حيث نجحت زراعة معظم أنواع الخضار وفواكه المناطق شبه الاستوائية من مانجو وتين وجوافة وباباي وأناناس وموز كما أدت مشاركة القطاع الخاص في انتشار تلك الزراعة بالمنطقة. ويعد إنتاج التين ميزة لمنطقة جازان والذي يتم إنتاجه خلال الفترة من ديسمبر وحتى مايو وهي الفترة التي لا ينتج خلالها التين في معظم دول العالم فأعطى ذلك فرصة لتسويقه خارج المملكة .. ويتم تصدير كميات من إنتاج جازان من التين لدول عربية وأوربية وآسيوية وهو منتج ذو جودة عالية جدا ويستمر إنتاجه على مدى ستة أشهر تقريبا وهي الفترة الأطول عالميا في إنتاج التين. وتشتهر جازان من خلال مساحتها الزراعية البالغة نحو 2.088.608 دونم بزراعة أنواع من محاصيل الخضار من طماطم وباذنجان وفلفل وخيار وشمام وبطيخ وقرع وبامية والخضروات الورقية كالملوخية والفجل والجرجير. ومن المحاصيل الحقلية التي عرفت المنطقة بإنتاجها "الذرة" بنوعيها الرفيعة والشامية والدُخن والسمسم والقطن وقصب السكر والفول السوداني وفول الصويا إلى جانب محاصيل الفاكهة كالليمون والجوافة والنخيل وكذلك محاصيل الزينة كالفل والكادي والنباتات العطرية المتنوعة. وأسهمت المنطقة خلال العام الماضي في زيادة الناتج الزراعي المحلي بكميات كبيرة من المنتجات الزراعية حيث تم إنتاج نحو 27.800 طن من المانجو و3.000 طن من التين و1.500 طن من الجوافة و2.300 طن من الباباي و 11.500 طن من الموز وذلك عبر الحيازات الزراعية التي بلغت أعدادها حتى العام الماضي 31.457 حيازة منها 25.957 حيازة تروى بمياه الأمطار والسيول و5.500 حيازة تروى بالآبار فيما بلغت عدد مزارع الفاكهة 2.000 مزرعة ومزارع الأعلاف والحبوب 2.200 مزرعة ومزارع الخضار 1.300 مزرعة. واشتهرت المنطقة بكثرة أوديتها الكبيرة والتي من أهمها أودية بيش وجازان وضمد وصبيا وخلب وعتود إلى جانب وفرة المياه الجوفية السطحية على أعماق قريبة تصل في الآبار الأنبوبية بين 40 الى 60 مترا وفي الآبار الاعتيادية بين 20 الى 30 مترا. وان كانت المنطقة قد عرفت بتوافر الإمكانات والمقومات الطبيعية التي تؤهلها لتكون من أهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة فأن المواطن لا يقل أهمية عن تلك المقومات بل هو أساس التنمية الزراعية بالمنطقة إذ أن من يزور منطقة جازان يمكنه أن يلحظ التوسع الواضح في الزراعة واستصلاح الأراضي الزراعية مستفيدين في ذلك مما وفرته القيادة الرشيدة عبر المديرية العامة للشؤون الزراعية والبنك الزراعي والفروع التابعة لهما في مختلف المحافظات والمدن من دعم ومساندة مادية وتوعوية وإرشادية. الصور المرفقة وتمثل بعض منتوجات منطقة جازان اختيار جازان نيوز من موقع شركة جازان للتنمية