حذرت القيادة الفلسطينية من المخاطر والمضاعفات المترتبة عن تنفيذ المخطط الاسرائيلي بهدم حي البستان في بلدة سلوان بالقدسالمحتلة، ودعت الى اوسع تحرك فلسطيني وعربي والى تدخل اميركي ودولي، من اجل مواجهة هذا المشروع الخطير. ووصف ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مؤتمر صحافي برام الله هذا المخطط بأنه "مجزرة" ترتكبها (اسرائيل) بحق المشروع الوطني والمدينة المقدسة، تعادل المجزرة التي ارتكبتها قبل اكثر من شهر في قطاع غزة. وكانت سلطات الاحتلال باشرت خطوات عملية لتدمير حي البستان القريب من الاسوار الجنوبية للمسجد الاقصى في بلدة سلوان لاقامة حديقة عامة مكانه، وذلك في اجراء يعيد الى الاذهان ما فعلته بحق حي المغاربة في الجهة الغربية من المسجد الاقصى عقب احتلالها المدينة في العام 67. ويهدد المخطط الاسرائيلي الاقتلاعي بتدمير 88 مبنى فلسطينيا العديد منها اقيم قبل العام 67، وترحيل أكثر من 1500 مقدسي يقيمون في حي البستان في بلدة سلوان، تمهيداً لإقامة حديقة يهودية تسمى "حديقة داود" على أنقاضه. واعتبر عبد ربه ان هذا المخطط هو اكبر واخطر مجزرة ترتكبها (اسرائيل) بحق القدس منذ بداية الاحتلال في العام 1967. ودعا باسم القيادة الفلسطينية الى يوم اضراب وطني شامل يوم السبت المقبل في الضفة بما فيها القدس وفي قطاع غزة. كما دعا كافة القوى والفعاليات الشعبية والسياسية للتضامن الكامل مع اهالي سلوان والوقوف بمختلف وسائل التعبير السلمية في مواجهة هذا المشروع الخطير، الذي قد يكون بداية لمخطط اشمل لترحيل ابناء مدينة القدس. وقال ان هذا المخطط الاقتلاعي في سلوان بمثابة خطة اختبار لعمليات طرد وتهجير اخرى تلي ذلك، واذا لم نرفع الصوت ونتخذ مواقف حازمة فالقادم اسوأ، ولن يتوقف الامر عند سلوان بل سيمتد ليشمل القدس. هم يريديون تطويق القدس من خارجها والاستيلاء عليها من الداخل. واضاف: المخطط يستهدف القدس والمسجد الاقصى لان الحي المستهدف لصيق به، وما تقوم به سلطات الاحتلال هو زحف تدريجي ومحاولة لتطويق المسجد الاقصى، يضاف الى ذلك ما يجري من اعمال خطيرة اسفل المسجد. وتوجه عبد ربه الى الاشقاء العرب، والى مجلس الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، للنظر الى هذا المخطط بما ينطوي عليه من خطورة حقيقية على مستقبل القدس، والمشروع الوطني برمته. ودعا عبد ربه الرئيس الاميركي باراك اوباما للتدخل شخصيا لوقف هذا المخطط. واضاف: "الرئيس اوباما بيديه ان يوقف هذا المخطط وان يثبت بأن هناك عهدا جديدا لتحقيق السلام في منطقتنا". وقال ان السلطة سوف تتوجه الى كافة الجهات الدولية بما فيها مجلس الامن الدولي لانه لا يمكن السكوت عن مخطط بهذه الخطورة، مشددا على الدور الذي يتوجب ان تلعبه اللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي لمنع تمرير هذا المخطط التصفوي الاجرامي في القدس. ودعا كافة الفعاليات العربية والمؤسسات والقوى الوطنية والسياسية والهيئات الدينية لان تجعل يومي الجمعة والاحد اياما حقيقية لادانة هذا المخطط ومنع طرد المئات من ابناء القدس من بيوتهم، تمهيدا لتطويق المسجد الاقصى والاستيلاء على ارض جديدة في القدس. وأعلنت بلدية الاحتلال أنها أصدرت أوامر بإخلاء 80 منزلا في حي البستان تمهيدا لهدمها بزعم إقامتها دون تراخيص، فيما قامت طواقمها بتسليم 15 عائلة، اوامر بهدم منازلها. وادعت بلدية الاحتلال ان المنطقة التي شيدت عليها هذه المنازل مخصصة لأن تكون "منطقة خضراء في نطاق المشاريع الهيكلية". وسبق لبلدية الاحتلال ان تقدمت باقتراح لاصحاب عشرات المنازل بإخلائها طوعا وتعويضهم عنها في اماكن اخرى، الامر الذي رفضه الاهالي، بشكل قاطع. وفي محافظة نابلس، سلمت سلطات الاحتلال 7 عائلات من سكان خربة "طانا" المقامة على أراضي بيت فوريك بلاغات تقضي بهدم منازلها وترحيلها عن تلك المنطقة. وهددت قوات الاحتلال سكان طانا بأنها ستصادر مواشيهم وممتلكاتهم وتفرض غرامات عليهم إذا لم يلتزموا أوامر الجيش ويغادروا المنطقة خلال 70 ساعة. وجاءت هذه الخطوة بعد قرار مماثل كانت أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية قبل نحو شهر، يقضي بهدم 25 منزلاً من بيوت المزارعين في طانا، ما يرفع عدد المنازل المهددة بالهدم الى 32 منزلا.