تأتي مواقف تجعل من مثلي يكتب رغم أن هذه النوعية من المواضيع الخاصة بالرثاء لا امتلكها ولم اكتب من قبل فيها لكن وفاة الشخصية المجتمعية المرموقة جعلت من مثلي ينطق بها، واقصد هنا الوجيه أبا هشام الشيخ/عبدالله بن محمد بن عبدالله الحقيل المحب الشهم فهو رجل ولا كل الرجال إنه الرجل الاشم الفاضل الحبيب الكريم الخير الذي وافته المنية في يوم الثلاثاء 22/2/1430ه الموافق 17/2/2009م في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد معاناة مع المرض الذي عانا منه كثيراً، جعل الله ما اصابه من هذا المرض وآلامه تكفيراً وتمحيصاً لذنوبه وفوزاً له بفردوس جنانه انه سميع مجيب. هذا الرجل يحبه كل من جلس معه أو التقى به، فهو قامة شامخة في كل فنون العلاقات العامة، لبق مطلع مثقف صاحب رأي معطاء وذو شخصية مهيبة وقبل هذا وبعده رجل طيب القلب محب للخير والمساكين، فقد اطلعت عن قرب لعملي في أمانة الصندوق لاسرة الحقيل عن جهوده في تلمس المحتاجين وخاصة أقاربه لمساعدتهم وتقديم العون لهم سواء المادي منها أو بوجاهته في قضاء حوائجهم حيث كان الداعم الرئيسي والعمود الفقري لصندوق أسرة الحقيل الخيري الذي أنشئ منذ اكثر من 20 سنة بماله وعطائه السخي وجهده وتوجيهه ومتابعته لأعمال وانشطة الصندوق وحرصه الدائم على استمراره وذلك بعقد الاجتماع السنوي في بيته العامر كل رمضان للاطلاع على حالات المحتاجين من اقاربه وتقديم العون والمساعدة لهم فإنه يعطي دوماً ويجزل العطاء ولا يحب أن يكون في الصورة او ان يعرف انه من قدم هذا العطاء والمساعدة ولا يحرص على ذلك وخلال العشرين السنة الماضية كان دعمه يتعدى 70% من مجموع إيرادات الصندوق، وكان يحرص ان تصل الزكاة لمستحقيها وان تكون مجزية وسخية وكان يحرص ان لا يعطي الشاب المحتاج العاطل من الأسرة الا اذا عمل ثم يعطي المساعدة المناسبة لظروفه لأنه رحمه الله لا يحب البطالة، وهنا يعطي درساً في المثابرة والإنتاج والاعتماد على النفس بالعمل. وأذكر ايضاً مساعدته للاخرين وكذلك بناؤه لعدد كبير من المساجد له ولوالديه ودعمه للأعمال الخيرية غير التقليدية مثل الدعم للأعمال الطبية والتعليمية، وقد كان من أكبر الداعمين لمشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري في مدينة المجمعة حيث تبرع بقيمة الارض الذي سوف ينفذ عليها المشروع الخيري للمحتاجين في المحافظة. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد. وعزائي موصول لزوجته الوفية أم ياسر وابنته والحبيب هشام وياسر وحسام ومحمد وعبدالعزيز وفهد وجميع اخوانه واخواته ولنا جميعاً اسرة الحقيل.