شخصيّا أشترك فى الطبعات الإلكترونية للصحافة البريطانية الرصينة ، وبخاصة تلك التى اشتهرت بنظرتها الموضوعية للشأن العام فى الشرق الأوسط عامة ومنطقة الخليج خاصة . فى الأسبوع الماضى لاحظتُ صدى طيّبا وحسنا للتعديلات الإدارية فى بلادنا التى أجرتها القيادة أخيرا . أكثرالصحف تناولت الخطوة بصفتها ترمز إلى وجود توجه قيادى لخلق تغيير جديد في المجتمع السعودي، والبحث عن ، أوإيجاد قدرات لمعالحة المشكلات الاقتصادية التي باتت الدول ، ومنها المملكة ، تعاني منها لأسباب كثيرة ومعقدة لعل أحدها ارتفاع عدد سكانها . لاحظتُ أن تلك الوسائل المقروءة والرصينة أشارت إلى أن هناك سعوديين من مختلف المستويات الثقافية مقتنعين بأن التعديل الوزاري والتغييرات الأخيرة التي شهدتها المملكة، وشملت المؤسسات القضائية والتشريعية والدينية والعسكرية والاقتصادية، تأتي في سياق مشروع إصلاح تدريجي يتبناه الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ اعتلائه العرش عام 2005. وأيضا قالت تلك الصحف إن التدريج كان أمرا لا مفر منه ، وإن الخروج من التقليدية التى عاشها الناس زمنا لا يتأتى إلا بهذه بمثل تلك الطرق . بقى أن أُشير إلى أنه من الناحية الإعلامية فإن الخطوات المُشاهدة على أرض الواقع أو الإحساس بوجودها ، تراها تلك الصحافة الرصينة والمنصفة أجدى بكثير من دعوات تُوجّه إلى وفود إعلامية لزيارة المملكة والاطلاع على المدارس والمشافى عندنا ، سرعان ما ينسون ما رأوا عند انتهاء الزيارة ، أو بعدها بقليل . كذلك فإن تلك الخطى الذى ستبدو آثارها قريبا إن شاء الله ، أراها تُثمَّنُ من الرأى العام العالمى والصحف الغربية على الخصوص أكثر مما تُثمن تلك الوسائل ، والشعوب أيضا ، المعارض والخيام التراثية التى تُقام فى الخارج بين حين وآخر . ولابد أن هذا الرأى مرّ فى ذهن خادم الحرمين الملك عبدالله . لكونه لا شك يرى أن العالم ووسائل إعلامه الرصينة يجب أن يريا ويسمعا فى آن واحد . تلك الصحف تريد أن ترى ، وقد رأت توجهات القائد ونهجه ، وجاءت بكلام منصف ، ولم نكن بحاجة إلى شراء مساحات إعلانية من صفحاتها .