رغم مطالب بأن تتخذ الولاياتالمتحدة موقفا متشددا تجاه روسيا إلا أن من المرجح أن يثير الرئيس الأمريكي جورج بوش سرا وليس علنا استبداد الكرملين المتزايد عندما يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل. وقال محللون في السياسة الخارجية إن مسؤولين أمريكيين يشيرون إلى أن هذا يعكس خوفا من أن يؤدي أي انتقاد علني للرئيس الروسي لنتائج عكسية كما يشير الى ضعف النفوذ الأمريكي على روسيا في الأعوام الأخيرة. ويلتقي الرئيسان في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا يوم الخميس لاجراء محادثات من المتوقع أن تتناول كل شيء من الحرب على الارهاب وجهود إثناء ايران وكوريا الشمالية عن السعي لامتلاك اسلحة نووية إلى تزايد القلق الغربي من تراجع روسيا عن الديمقراطية وحكم القانون. وتقول جماعات حقوق الانسان وعلماء روس إن بوتين أزال العديد من القيود العديدة لحكمه ومن بين النقاط التي تثير قلقهم.. - تكريس السلطة داخل الكرملين وكان أحدث مثال ذكروه هو سن قانون يلغي انتخابات حكام الاقاليم والسماح للرئيس بتعيينهم مع اجراء تصويت عليهم في الجمعيات الاقليمية. - زيادة سيطرة البلاد على الشبكات التلفزيونية وحرمان الروس من وسائل اعلام مستقلة يمكنها مساءلة السياسيين. - استخدام القضاء لتخويف المعارضين السياسيين وأكبر مثال ذكروه محاكمة ميخائيل خودوركوفسكي مؤسس شركة يوكوس النفطية التي ينظر إليها بشكل واسع على أن وراءها دوافع سياسية وتفكيك شركته. وحث ريتشارد لوغار الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي بوش على منح الاولوية في محادثاته مع بوتين «لارساء الديمقراطية وحماية حقوق الانسان وحكم القانون». وتساءل ايضا السناتور جوزيف بايدن أرفع الديمقراطيين في اللجنة «متى سنتعامل بصرامة مع روسيا». ويقول محللون إن هناك حدودا لما يمكن أن تفعله واشنطن. ومع امتلاء خزائنها للصرف الأجنبي بعد ارتفاع أسعار النفط تراجع اعتماد روسيا على القروض والمساعدات الدولية ولا يجد الغرب الكثير مما يمكن أن يقوم باغراء موسكو به. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العزوف عن الديمقراطية سيحد من عمق العلاقات الأمريكية الروسية ولكنهم يؤكدون أنه ليست هناك أي خطط لمعاقبة روسيا. وبدلا من ذلك يشيرون للمصالح الكثيرة المشتركة للبلدين وبينها التعاون في محاربة الارهاب. وعلى سبيل المثال فمن المتوقع أن يكشف الجانبان عن اتفاق في براتيسلافا لوقف انتشار الصواريخ أرض - جو المحمولة التي تهدد الطائرات التجارية.