لا تزال موجة الرسائل الجوالية هي المسيطرة على المناسبات السعيدة وغير السعيدة في الأعياد حدث ولا حرج الكل (ارسل لا ترسل) اشعار وقصائد وغرام وأمنيات وغيرها فتجد ما لذ وطاب، فحتى (الشيبان) اصبحوا يستخدمون الرسائل طبعا اللي يرسله ولده، نتيجة الكم الهائل من الرسائل التي وصلت خلال الأيام الماضية قل الحديث بالهاتف، فبعض الأصدقاء رأيتهم ليلة العيد ورأيتهم يوم العيد ولم تطاوعهم قلوبهم ما يرسلون تهنئة العيد وأرسلوا ليش ما ادري..! المهم حظ الاتصالات. الشاهد في الموضوع ان التقنية الحديثة اصبحت هي المسيطرة علينا ولسنا المسيطرين عليها ونحن من يدفع ضريبة ذلك ماديا، فأصبح الصغار والكبار من الجنسين يستخدمون تلك التقنيات بسبب وبدون سبب، ولد فلان معه جوال اشتر لولدك، وآخر الشهر (هاوشه ليش فاتورتك مرتفعة) احد الزملاء من محبي ومتذوقي الشعر (عبدالله اللملم) يؤكد لي انه تعلم من الرسائل الشعرية الشيء الكثير فيذكر ان خدمة الرسائل وكم القصائد التي تصله يوميا جعلته يتعلم الوزن وضبط الأبيات ووفرت لديه مفردات لا يمكن ان يطلع عليها سوى في الكتب والتنقل بين صفحات الدواوين، وأضاف انها سهلت عليه مهمة تنمية الموهبة، سواء اتفقنا أم لم نتفق مع اللميلم لكنه وظف تلك الخدمة من اجل هدف في ذاته ويعتقد أن تلك الخدمة نمت موهبته، بعض الشعراء تجد بينهم رديه من خلال الجوال، المشكلة ان البعض لا يستطيع ان يختار الوقت المناسب للمراسلة فتجد رسالة قبل الفجر وأخرى الساعة السادسة صباحا وهكذا فمتى تذكر أرسل دون ان يقدر الوقت والزمن وتلك اشكالية سلوك وثقافة، ايضا هناك من تجده داخل المجلس وبين الضيوف يمسك بجواله ويترك منهم بالقرب منه ويبدأ بالمكاتبات والإرساليات وكأنه لوحده وان الموجودين لا يعنونه شيئاً اين احترام الضيف وتقديره..! اين هؤلاء من قصائد القدماء التي تحث على اكرام الضيف وضرورة استقباله بوجه بشوش والترحيب به، والمشكلة انك عنيت لزيارته فذهب نصف الوقت وهو يتصل بجواله او يرسل..! وأنت تراقب ما يحدث بصمت وهدوء.. ايضا هناك مصيبة عظمى وهي كتابة الرسائل اثناء القيادة فالبعض لا يحلو له نظم الأشعار والكلمات العذبة الا وهو يسر سواء على الطرق السريعة او داخل المدينة ويجد سيارته تتنقل يميناً ويساراً وتتراقص دون ان يدري الأمر الذي يتسبب في العديد من الحوادث الشنيعة حمانا الله وإياكم منها، واخيرا لاشك اننا في السابق كنا نحرص على التواصل بالزيارة ثم الاتصال ثم وصلنا للرسائل ولا ادري ما هو القادم هل سنتواصل بالنية فقط.