ولأسباب مرتبطة بعمله، كان يوم السبت 29 رمضان خارج الوطن؛ لهذا شعر أنه خارج العيد رغم رسائل المعايدة التي صبتها الأقمار الصناعية ب «جواله». خارج العيد تصبح مراقبا لما يدور بالداخل، فتشاهد ما لم تشاهده وأنت داخل العيد «هكذا أكد في رسالته». وتابع: داخل العيد لن تتمعن برسائل المعايدة التي تصبها الأقمار الصناعية بجوالك، فكل ما تفعله هو قراءة اسم المرسل، لتبحث عن رسالة أخرى بنص مختلف في جوالك جاءت لك لترد عليه، ولكن عليك ألا تؤجل عمل اللحظة لساعات حتى لا يسرقك الوقت، أو لا يحدث لك ما حدث لي، حين لم أعايد أبو محمد في نفس الوقت، فنسيت ما الذي كتبه في رسالته، وأرسلت له رسالة أبو صالح التي وصلته من أبو محمد، فرد علي أبو محمد: «يا أخي قل شكرا بدل ما ترسل لي نفس المعايدة». بيد أنك خارج العيد، لن تنشغل طوال اليوم في الاستقبال والتقبيل و«عيدك مبارك» و«من العايدين» و«من الفايزين»، وصب القهوة يا ولد، و«وين القهوة يا ولد»، مع أنك تنادي زوجتك. على فكرة أبو محمد وبعد أن أحضر خادمة، لم يعد يردد: «وين القهوة يا ولد» ، وأصبح ينادي خادمتهم «هيلن» باسمها الصريح فهي كافرة ومباح اسمها. خارج العيد لن تشغلك مثل هذه الأمور، وستتأمل رسالة أبو محمد: «إن سبقتني للتهنئة فهذا لأنك أطيب مني، وإن سبقتك بها فهذا لأنك أعلى قدرا ومكانة مني كل عام وأنت بخير». كنت سأرد على أبو محمد: لماذا عليك أن تهين نفسك وتحقرها لتبارك لي بالعيد؟ لكني تراجعت فأنا كتبت هذه الرسالة في العيد الماضي لأبو محمد، وهي رسالة وصلتني من أبو صالح ولست أدري من أرسلها له، لكننا ما زلنا نتبادلها كل عيد ، لِم علينا أن نحقر أنفسنا ونهينها في المعايدة؟ أخرجني من تأملاتي النادل الشرق آسيوي، وهو يسألني عن ديانتي، وحين أخبرته أني مسلم، قال لي: «هبي عيد». قلت له: بوجه جاد وبلا ابتسامة وببرود: شكرا، ولم أحاول الاسترسال حتى لا يطالبني في عيدهم أن أقول له: «هبي نيو يير» فأرتكب معصية بسبب المجاملات. بعد أن وضع قهوتي الصباحية ومضى، أعدت التأمل في عقيدة هذا النادل، قلت لنفسي: أظنه ليبراليا، لهذا لم ينصت لقسيسه أو كاهنه، ولم يعاد بقية البشر ويكرههم تقربا لله، كما قال أحد المشايخ في إجابة له: «أتقرب إلى الله بكراهية عبد الرحمن الراشد». خارج العيد تختلط الأوراق في رأسك، فتجد الكراهية تتصادم مع «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، وإهانة النفس للمعايدة مع احترام ذاتك، فلا تعرف هل أنت داخل العيد أفضل لأنك تنشغل عن كل هذه الأفكار أو التفاهات، أم أنك خارج العيد ستكتشف ما الذي حدث لك، وكيف أنت تذل نفسك وتعتمد الكراهية منهجا لك في الحياة؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة