تعد ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها من أخطر الظواهر التي تهدد الأفراد والمجتمعات، وتجلب المعاناة لجميع الشعوب وتعوق تقدم الأمم ورقيها، لما لها من آثار سلبية خطيرة في جميع الميادين الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، والأمنية، ولما كانت فئة الشباب هي ركيزة المجتمع وهي أيضاً الفئة الأكثر عرضة لإغراء مروجي المخدرات، فقد حاولت المؤسسات الاجتماعية على اختلاف أنواعها ولإدراك المجتمع بكافة فئاته بخطورة هذه الظاهرة وكونها تخترق شريحة من أهم شرائحه وهي التي يأمل بها بعد الله في نهوض هذه الأمة وتحقيق آمالها العظام. لهذا كله فقد تفاعل المجتمع وبدء في تنظيم العديد من الهيئات والجمعيات التي تسند العمل الحكومي وتؤازره للوصول إلى الغاية المنشودة وهي حماية فلاذات أكبادنا التي تمشي على الأرض من هذا الوباء المدمر لذا ظهرت فكرة إنشاء "الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات" وذلك من خلال الدور الاجتماعي، والتوعوي، والتوجيهي، الذي يمكن للجمعية من خلاله المساهمة في التصدي لهذه المشكلة، والمشاركة الإيجابية في مواجهة ما يتعرض له مجتمعنا من مشكلات ومخاطر بسببها وقد حددت الجمعية رؤية واضحة المعالم للمهام المناطة بها وتتلخص بتطلع (وقاية) لأن تكون جمعية فاعلة، بصورة مؤثرة في وقاية المجتمع السعودي من المخدرات، وحمايته من أخطارها للإسهام من منطلق ديني ووطني في وقاية أفراد المجتمع من المخدرات بمفهومها الواسع، وذلك بالحد من وقوعهم في التعاطي أو الانتكاس، عن طريق التوعية والتثقيف والرعاية ولتحقيق هذه الرؤية تم تصور برنامج عمل مكثف يعتمد على: 1- توعية وتثقيف كافة فئات المجتمع بأضرار المخدرات وآثارها المدمرة. 2- طبع الكتب والنشرات والمطويات والفتاوي الشرعية المخصصة بالمخدرات. 3- المشاركة مع الجهات ذات العلاقة في أية برامج علاجية أو وقائية. 4- إعداد قاعدة معلومات واسعة عن المخدرات، وما كتب أو نشر عنها. 5- تقديم العناية اللاحقة للمتعاطين السابقين، ومساعدتهم في عدم العودة إلى التعاطي. 6- التنسيق مع الأقسام الاجتماعية بالجامعات ومراكز الدراسات والبحوث، لإعداد الدراسات والأبحاث المفيدة في مجال الوقاية من المخدرات. وقد اتخذت الجمعية من الوسائل الإعلامية المقرؤوة والمسموعة والمرئية طريقها لتحقيق هذه الأهداف إضافة إلى إعداد الندوات والمحاضرات والتواجد المكثف والمدروس في التجمعات البشرية. وهذا ما دفع الجمعية على أن تنشئ لها فروعاً في عدد من مناطق المملكة الحبيبة ليتم من خلالها إسناد الدور الوطني والبطولي الذي يؤديه رجال مكافحة المخدرات للقضاء على هذه الآفة الفتاكة وقد تم أخيراً افتتاح فرع للجمعية بمدينة القريات كدليل فاعل وعملي على حرصها على التواجد في كل مكان تحس بفاعلية دورها فيه. وقد كلف بإدارة فرع القريات الأستاذ الزميل النشط محمد العنزي الذي تفاعل من اليوم الأول لاستلامه مهام منصبه مع هذا الواجب الوطني الهام والذي يعني بتجنيب أبنائنا وبناتنا مخاطر وأضرار المخدرات وقد لمس الأخ محمد كغيره من أعضاء هذه الجمعية المباركة أن تكاتف الجميع وتآزرهم هو وحده الكفيل بالوصول إلى بر الأمان وإعلان خلو وطننا من هذه الآفة المدمرة. لذا فمن واجبي الديني والوطني والأخلاقي أن أهيب بأخواني المؤزرين أصحاب الشركات والمؤسسات فضلاً عن البنوك والكيانات الاقتصادية العملاقة بأن لهم دور حيوي وهام يتمثل في إسناد هذه الجمعية وجميع الجمعيات التي تساهم ببناء هذا المجتمع الذي نتشرف بالانتماء له والأخذ بيدهم لتحقيق أهدافهم من خلال تبرعاتهم السخية التي أصبحت بحمد الله سمة لرجال الأعمال في بلادنا فقد عودونا على أن يكونوا سباقين في فعل الخير لما فيه مرضاة الخالق جل وعلا وكذلك الوفاء بواجبهم تجاه وطنهم ومجتمعهم. وقبل أن أختتم مشاركتي المتواضعة أريد أن أقول إن بناء هذا المجتمع والحرص على سلامة أفراده واجب ومهمة الجميع من المؤسسات الرسمية والجمعيات الوطنية وغيرها من التجمعات الهادفة لرفد وإسناد المعاني الخيرة والأهداف النبيلة ليظل هذا الوطن عالياً بإيمانه بالله ثم بقيادته الحكيمة التي يدير دفتها الوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه الذي لا يألو جهداً في كل ما من شأنه رخاء ورفاهية أبنائه المواطنين.