اعتبر عدد من المحللين الأمريكيين البارزين أنه لو كان مهندسو السياسة الخارجية الأمريكية على استعداد للتحلي بالمبدأ المكيافيلي الشهير - الغاية تبرر الوسيلة - فإنه من المرجح أن تسعى الإدارة الأمريكية بشكل حثيث لإصلاح العلاقات مع أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي والذي كان يوصف في السابق ب«فتى البنتاغون المدلل»، ويتم تنصيبه رئيسًا للوزراء في العراق تحت ستار الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي. وفقا لصحيفة وورلد بيس هيرالد (World Peace Herald) اٴشار المحللون إلى أن الجلبي كان في أول الأمر مدعومًا بقوة من جانب ريتشارد بيرل أحد رموز تيار المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية، ثم لعب الجلبي دورًا شديد الأهمية في مساعدة الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين. وقد لعب الجلبي دوراً هاماً في اقناع الإدارة بضرورة اسقاط نظام صدام حسين. ولكن بعد سقوط نظام صدام بدأ الجلبي يفقد الحظوة عند وزارة الدفاع الأمريكية خاصة بعد اتهامه بتسريب وثائق حساسة وخطيرة إلى المخابرات الإيرانية، وهو ما تطور إلى قيام قوات الاحتلال الأمريكية ومعها الشرطة العراقية باقتحام منزله في بغداد في شهر مايو الماضي. ثم بعد فقدانه للمكانة المتميزة التي كان يتمتع بها لدى واشنطن سعى أحمد الجلبي للتحالف مع علي السيستاني الذي يعتبر مركز قوة شيعي ديني في العراق، ويشدد المحللون على أن هذا التحالف كان نقلة فائقة الذكاء من جانب الجلبي. ويقول المحللون إنه لو طبقت المخابرات المركزية الأمريكية مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» فستعمل وبشكل فوري على رسم صورة جديدة لأحمد الجلبي أمام الشعب العراقي خاصة بين أولئك المعارضين لبقاء قوات الاحتلال في العراق، اعتمادًا على أنه لا يزال في الظاهر منبوذًا من قبل واشنطن. ويلمح المحللون إلى أنه ومنذ الجفوة التي وقعت - ظاهريًا - بينه وبين وزارة الدفاع الأمريكية، حرص الجلبي على دعم علاقته أكثر وأكثر بالنظام الإيراني فضلاً عن تمكنه من إقناع السيستاني بوضعه ضمن لائحته الانتخابية. واعتبرت المصادر التحليلية أنه في حالة فازت لائحة السيستاني الانتخابية بنتيجة عمليات التصويت التي جرت الأحد الماضي، فإن ذلك يعني أن المستقبل سيحمل عودة سحرية لأحمد الجلبي في المنصب الذي طالما وعد به من قبل وزارة الدفاع الأمريكية ألا وهو منصب رئيس وزراء العراق.