وأخيراً، بعد إعلان اللجنة العامة للانتخابات البلدية نتائجها الأولية للانتخابات في مدينة الرياض والمحافظات والمراكز التابعة لها، لابد لي وأنا أحمل هنا رؤية خاصة لهذه الانتخابات أن أقول بصراحة رأيي، فهذه الانتخابات البلدية هي الخطوة الأولى التي ستتبعها خطوات بإذن الله نحو مشاركة كل المواطنين في صنع القرار وتحمّل المسؤولية والشعور بالانتماء الحقيقي لهذا الوطن المبارك في ظل قيادته الرشيدة، وسوف تكون هذه الخطوة كالقطرة المباركة التي ستعقبها قطرات وقطرات على المدى القريب والبعيد من أجل توسيع الرؤى بعيداً عن التنظير ورفع الشعارات المستهلكة وتطبيقاً حقيقياً لما يتطلع إليه الناس على طريق مواءمة الخدمات المقدمة مع أرض الواقع. إن تلمّس معاناة المواطن مسؤولية، وهذه الانتخابات الأولية قد توجهت مباشرة إلى المواطن، لأنها تريد له أن يمارس دوره في صنع القرار، تريد أن ترتقي به ليحسّ بالمواطنة، ويعي مكانته في المجتمع، ولقد أثبتت التجربة الأولى بعد فوز المرشحين السبعة عن مدينة الرياض أن العبارات الدعائية، والشعارات البراقة، وتقديم الولائم والمأكولات وبناء الخيام واستئجار الصالات الفخمة في الفنادق لا أهمية لها أمام المواطن العادي، لذلك أحببت أن أثبت هنا بعض الملاحظات من خلال متابعتي في حي الصحافة: 1- كانت صناديق الاقتراع قد وردت إلى المراكز الانتخابية من دون شمع أحمر تختم به. 2- وقد بقيت هذه الصناديق غير مختومة، وهذا الأمر مخالف لمبدأ الاقتراع. 3- كانت الصناديق أيضاً غير مرقّمة، والمفروض أن تحصى وأن ترقّم وأن تعرف بأرقامها في كل دائرة انتخابية وضمن كل مركز انتخابي. 4- حدثت بعض الاختراقات عن طريق المواطنين الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون، إذ كان المواطن الأمي يدخل المركز ولا يدري كيف يملأ ورقة الانتخاب، وقد يأتي الموظف المختص الذي يملأ ذلك من دون دراية أو معرفة باسم المرشح، أو من عليه أن يختار، عن هذه الدائرة أو تلك. 5- و ظهرت مخافات صريحة وواضحة من بعض المرشحين الذين يرسلون مندوبيهم للضغط على الناخبين بملء أوراق الاقتراع بالطريقة التي يحبّون، بالاضافة الى ما يرسلونه عن طريق الجوال أو عن طريق الإيميل أو عن طريق البروشورات والأوراق الدعائية. 6- ولقد شهدت وقوف الناس في طابور تحت الشمس لمدة ساعة وربع ساعة من أجل الدخول إلى مركز الانتخابات، كانوا خارج المبنى ينتظرون دورهم والمفروض أن تؤمّن المراكز الانتخابية وأن تجهّز بصورة أفضل خدمة للناخبين وتقديراً للمسنين منهم. 7- فتح المظاريف لم يكن منضبطاً، وكأنما لم يكن هناك لجنة مداومة مهمّتها تقتصر على فتح هذه المظاريف، وهذا الأمر كان من المستحسن أن يتلافى، لأن وجود لجنة مختصة سيكون أكثر أماناً وأقدر على القيام بهذه المهمة. 8- كان هناك فريق عمل واحد من الصباح (الساعة السابعة) حتى المساء (الساعة العاشرة تقريباً) وعليه القيام بجهود كبيرة، والمفروض أن يكون هناك لجنتان، أو فريقا عمل، الأول لفتح المظاريف، والفريق الثاني للمراقبة ومتابعة أمور الناخبين، وذلك أسهل للعمل وأكثر يسراً ومرونة. إن هذه الملاحظات السريعة لا تقلل من أهمية هذه الانتخابات البلدية بل تدفعها إلى دائرة الترسيخ والتعزيز حتى نتلافى في المستقبل ثغرات وهنات، كان بالإمكان سدّها مع اتباع إجراءات مناسبة لتجاوزها، حتى تضبط الأمور ضبطاً مؤكداً لا يخالطه اختراق أو قصور أو مخالفات صريحة، وبحمد الله نحن شعب يحب التقيد بالنظام، تحدوه روح العقيدة الصافية، وتنهض به مثل وقيم عليا، وتبقى هذه الانتخابات تجربة أولى في مسيرة البناء والتطوير في مملكتنا الحبيبة، وفي بلدنا الطيب المبارك. مع خالص شكرنا لكل من أسهم في نجاح هذه الانتخابات. ٭ المشرف العام على مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة