بعد يوم حافل بالمفاوضات الشاقة على زهاء أكثر من (8) ساعات متواصلة بين الوفد الوزاري العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزراء خارجية الدول الغربية الكبرى، الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، تم التوصل صباح أمس بتوقيت الرياض إلى مشروع قرار يدعو إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ويفضي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع. وقد وصف سمو الأمير سعود الفيصل التوصل إلى هذه الصيغة المقبولة لمشروع القرار ب "الحدث التاريخي" كون أن هناك خلافات كانت قائمة كادت تدفع الوفد الوزاري العربي إلى الخروج من المفاوضات والدفع بمشروع القرار العربي، المرفوض غربياً، للتصويت في مجلس الأمن حتى إن أدى ذلك إلى استخدام "الفيتو" ضده. وخلال جلسة رسمية برئاسة وزير خارجية فرنسا بيرنارد كوشنير وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رئيس وفد وزراء الخارجية، صوت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا. المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية: مشروع قرار إن مجلس الأمن، إذ يشير إلى جميع قراراته ذات الصلة، بما فيها القرارات 242(1967)، و 338(1973)، و 1397(2002)، و 1515(2003)، و 1850(2008). وإذا يؤكد أن قطاع غزة يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأرض التي احتلت في عام 1967، وسيكون جزءاً من الدولة الفلسطينية. وإذا يشدد على أهمية سلامة ورفاه جميع المدنيين. وإذا يعرب عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف، وتدهور الحالة، ولا سيما إزاء ما أسفر عنه ذلك من خسائر فادحة في صفوف المدنيين منذ رفض تمديد فترة التهدئة؛ وإذ يشدد على وجوب حماية السكان المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإذ يعرب عن قلقه البالغ أيضاً إزاء الأزمة الإنسانية المستفحلة في غزة. وإذا يشدد على ضرورة ضمان تدفق السلع والأشخاص على نحو مستمر ومنتظم من خلال معابر غزة. وإذ ينوه بالدور الحيوي الذي تؤديه وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، في توفير المساعدة الإنسانية والاقتصادية داخل غزة. وإذ يشير إلى عدم إمكانية التوصل إلى حل دائم للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني إلا بالوسائل السلمية. وإذا يؤكد من جديد حق جميع دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدود آمنة معترف بها دولياً. 1- يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يحظى بالاحترام الكامل ويفضي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، ويشدد على الحاجة الملحة لهذا الوقف لإطلاق النار. 2- يدعو إلى تقديم المساعدة الإنسانية، بما فيه الغذاء والوقود والعلاج الطبي وتوزيعها دون عراقيل في جميع أنحاء غزة. 3- يرحب بالمبادرات الرامية إلى إيجاد وفتح ممرات إنسانية، وغير ذلك من الآليات الرامية إلى توصيل المعونة الإنسانية على نحو مستمر. 4- يدعو الدول الأعضاء إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من حدة الحالة الإنسانية والاقتصادية في غزة، بما في ذلك من خلال تقديم التبرعات الإضافية اللازمة على وجه الاستعجال إلى الأونزوا، وكذلك عن طريق لجنة الاتصال المخصصة. 5- يدين جميع أشكال العنف والأعمال الحربية الموجهة ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب. 6- يدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود الرامية لتوفير الترتيبات والضمانات اللازمة في غزة من أجل الحفاظ على وقف دائم لإطلاق النار وصون الهدوء، بما في ذلك من أجل منع الإتجار غير المشروع بالأسلحة والذخيرة وضمان إعادة فتح المعابر بصفة مستمرة، على أساس اتفاق التنقل والعبور المبرم في عام 2005بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ويرحب في هذا الصدد بالمبادرة المصرية، وبالجهود الإقليمية والدولية الأخرى الجارية. 7- يشجع على اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، بما في ذلك دعماً لجهود الوساطة التي تبذلها مصر وجامعة الدول العربية، على النحو الوارد في القرار الصادر في 26تشرين الثاني/نوفمبر 2008، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 1850(2008) وغيره من القرارات ذات الصلة. 8- يدعو الطرفين والمجتمع الدولي إلى بذل جهود مجددة وعاجلة لإحلال سلام شامل يستند إلى الرؤية المتمثلة في وجود منطقة تعيش فيها دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حسب المتوخى في قرار مجلس الأمن 1850(2008)، ويشير أيضاً إلى أهمية مبادرة السلام العربية. 9- يرحب بنظر المجموعة الرباعية، بالتشاور مع الأطراف، في عقد اجتماع في موسكو في عام 10.2009- يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره.