يعرّف في العادة مجتمع المعلومات(Information Society) بالمجتمع الذي يعتمد على إنتاج وإتاحة واستثمار وتداول المعلومات لتطوير مجالات التعليم، والصحة، والتجارة، والصناعة، وغيرها، لخدمة أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية. من أجل أن أسهل على القارئ الكريم، أود أن أقف عند مصطلح "المعلومات"، لأنها بمثابة القلب النابض المتمركز في صدر مجتمع المعلومات، وسوف أتحدث عنها بمشيئة الله تعالى من منظور تكنولوجي، لأن هذا المنظور هو الذي يعنينا في هذا المقام، ثم أنتقل بعد ذلك إلى التعاملات الإلكترونية وأنواعها، إلى أن أستقر عند الأطراف المؤثرة في تلك التعاملات، المراد من ذلك، هو التقاط صورة بانورامية على مجتمع المعلومات. لاشك أن صناعة المعلومات من أهم المؤشرات الحيوية على الوعي المعلوماتي في أي دولة من الدول، فكيف تُصنع تلك المعلومات؟ وما هي دورة حياتها؟. من المعلوم أن لكل شي مصدرا، فإن مصدر المعلومات (Information) هنا هو البيانات (Data)، ويمكن القول أن هذا المصدر هو عبارة عن معطيات مبهمة مجردة لا يمكن الاستفادة منها بدون أن نخضعها للمعالجة، تتم عملية معالجة تلك البيانات من خلال نظم وقواعد يرسمها العنصر البشري باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فهذه النظم والقواعد هي التي تتولى بدورها إدارة تصنيف البيانات، وتنقيحها، وتحليلها ووضعها في إطار واضح ومفهوم للمتلقي، هذا الإطار هو المعلومات التي قد تظهر على هيئة أخبار، أو صور... نذهب الآن إلى التعاملات الإلكترونية، حيث تعد من إحدى أهم الأدوات التي تشارك في بناء مجتمع المعلومات، فيمكن وصفها بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم كافة أنشطة الأعمال، التي تمس جميع شرائح المجتمع. وينطوي تحت تلك التعاملات نوعان من العمليات وهي: الحكومة الإلكترونية (E-Government)، والتجارة الإلكترونية (E-Commerce)، فالحكومة الإلكترونية هي عبارة عن تأدية أعمال حكومية عن طريق استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما توصف التجارة الإلكترونية بأنها أي نشاط تجاري (بيع، شراء، تسويق) يتم بطريقة إلكترونية. يؤثر بشكل مباشر في التعاملات الإلكترونية أربعة أطراف هي : 1. العميل"المستهلك، المواطن، المقيم" (Customer or Citizen). 2. الأعمال "الشركات والمؤسسات التجارية" (Business). 3. موظفو الحكومة (Employees). 4. الدوائر الحكومية (Government). @ باحث في مجال مجتمع المعلومات [email protected]