تعشق المرأة منذ القدم الذهب فهو يحقق لها العديد من المزايا والضمانات في حياتها، فبريق الذهب يزيدها جمالاً وحسناً وكثرته وادخاره يعطيها الأمان.. ولذا شاع المثل (الذهب زينة وخزينة)و المرأة تتزين بالذهب ليس فقط في المناسبات ولكنها تستعمله أيضاً كالزينة عندما تخرج لزيارة الأهل والأقرباء . وفي هذه الأيام وبسبب انخفاض أسعار الذهب والمجوهرات بمنطقة جازان أقبل العديد من الرجال والنساء سواء العرسان أو ممن يهوى ادخار الذهب على شراء كميات كبيرة من جرامات الذهب وذلك بعد أن شهدت مختلف أسواق الذهب في المنطقة انخفاضاً في أسعاره مطلع الشهر الحالي حيث وصلت إلى 90 ريالا للجرام كسعر منخفض على حد تعبير باعة الذهب في مختلف أسواق الذهب بنسبة انخفاض تقدر ب 20% بعد أن شهدت ارتفاعاً في الأشهر القليلة الماضية وحققت أربحاً بنسبة 25 %..ويأتي الانخفاض في حجم المبيعات ليتوافق مع انخفاض أسعار البترول على مستوى العالم. وفي جولة استطلاعية ل "الرياض" على محلات الذهب بمحافظة أبوعريش قال أحمد رفاعي (بائع بمحل ذهب) حول انخفاض أسعار الذهب إن الانخفاض شمل الأسواق العالمية، وإن لانخفاض الذهب حاليا أثراً إيجابياً على عملية الشراء. إلا أن هذا الأثر يقتصر على زيادة الكمية فقط، بينما عملية الشراء مستمرة، وهي كثيرة على غرار كل مواسم الأفراح بالمنطقة سنويا. وأضاف الرفاعي أن سعر جرام الذهب غير مستقر خصوصاً هذه الأيام فيكون سعره ما بين 90ريال إلى 96 ريالاً بدلاً من سعره السابق الذي كان مابين 108ريالاً إلى 120 ريالاً وقال إن الكثير من المقبلين على الزواج استغلوا هذا الانخفاض بشراء كميات كبيرة من الذهب مابين 300 جرام إلى 700 جرام أي ما يقارب مابين 27000 ألف ريال إلى 67000 ألف ريال وهذا على حسب طبقات المجتمع. وقال عادل حكمي (بائع بمحل للذهب) إن أكثر من يزور محلات الذهب هذه الأيام هم النساء وذلك لأن العروس الجازانية تركز على شراء الموديلات الخليجية، لكونها موديلات ملونة وتساير ألوان الفساتين والجلابيات وبسبب الانخفاض الذي تشهده أسواق الذهب أقبلت العديد منهن على شراء كميات كبيرة من هذه الموديلات ليس للزينة فقط بل لادخاره أيضاً.. كما يقوم بعملية ادخاره الرجال كذلك والذين يستغلون رخص الذهب بشرائه الآن وبيعه في المواسم التي يرتفع فيه سعر الجرام خصوصاً في موسم الصيف والذي تكثر فيه مناسبات الزواج والعديد من الشباب المقبلين على الزواج يقومون كذلك بشرائه الآن ويحتفظون به لموعد أعراسهم. وأضاف أن انخفاض سعر الجرام يقابله تساوي المصنعيات في جميع الأنواع ما بين الوطني، والخليجي وأنه خلال هذه الفترة انخفض سعر الجرام بشكل كبير، موضحا أن انخفاضه عن السابق تجاوز ال 40 ريالا في سعر الجرام ولمدة ساعات بسيطة قد ينقص السعر أو يزيد ما بين ريالين إلى 3 ريالات. ونصح محمد رفاعي (بائع ذهب) كلا العروسين والأهالي بالمنطقة بوجوب استغلال هذا الانخفاض وذلك بشراء كميات كبيرة من الذهب خصوصاً في ظل الموروثات الشعبية التي تحرص عليها الأسر الجازانية، كما هي عادة أهالي المنطقة، وذلك حتى لا يرتفع سعر الذهب في الأيام القادمة لا قدر الله فارتفاعه قد يرهق العروسين بسبب الديون من بداية حياتهما، خاصة أن أغلب العرسان يشق عليهم توفير مبالغ كبيرة لتوفير مستلزمات الزواج وبهذه الأسعار المنخفضة للذهب ازداد الطلب عليها أيضاً من قبل الشباب المقبلين على الزواج والذين يتكبدون الخسائر المادية بسبب غلاء المهور والتي تتراوح ما بين 80000 ألف ريال إلى 120000ألف ريال وغالبية هذا المهر يذهب لمحلات الذهب.. وعادة ما تحرص العروس الجازانية على شراء الحزام، ودرزن بناجر، ما بين خمسة إلى ستة أطقم، وكذلك أطقم شيلات وعشرة من الحلقان، والخواتم، إضافة إلى الشماس وهو عبارة عن مجموعة جنيهات تنظم بطريقة معينة، وتوضع على الرأس، ولا يقتصر شراء الذهب على العروس كعادة تراثية أصيلة فقط، وإنما تطال الأهل والأصدقاء فيما يسمى "الصباحي"، ويتم فيها شراء هدية من الذهب تلزم والدي العريس، وكذلك الأصدقاء، ويتحتم أن تكون ثقيلة الوزن.