استبعد مصنعو الأسمدة في الخليج العربي والشرق الأوسط تأثر الطلب نتيجة هبوط أسعار المنتجات الزراعية، في وقت يسود في السوق تفاؤل ممتزج بحذر يتطلب التريث قبل المضي قدما في التوسع في المشاريع. ولاحظت "الرياض" أنه بعد الزيادة القياسية في أسعار الأسمدة عام 2007م التي بلغت 200% التي أدت إلى تراجع الطلب حين ذاك، أن الشركات بنت توقعاتها على حدوث زيادة في حجم الطلب في الوقت الحالي، وذلك نتيجة لانخفاض الأسعار المتزامن مع استثمارات زراعية جديدة في دول الخليج. وتراقب إحدى كبريات شركات الأسمدة في الخليج الوضع الحالي بعناية فائقة معللة بأن انخفاض أسعار المنتجات الزراعية قد يؤثر في الطلب على الأسمدة في بلدان رئيسة مثل الهند وباكستان، حيث أن التقلب في أسعار المواد الغذائية والأسمدة قد دفع المزارعين إلى تأجيل خطط الاستثمار في المدخلات الزراعية. وتشير التوقعات إلى انتعاش الطلب على الأسمدة خلال العام الجاري الجديد عام 2009م وذلك نتيجة ما يمثله حجم الزراعة كنشاط أساسي في كثير من البلدان بما فيها دول الخليج. وقد انخفضت أسعار الأسمدة العام الماضي، مقارنة بالمستويات القياسية في عام 2007، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية التي أزمت الوضع، إلا أن الأمور تسير في منحى آخر بعد تلاشي تلك الارتفاعات الأمر الذي دفع بعض المصانع للتخطيط لتوسعة طاقاتها الإنتاجية تمشياً مع توقعات انتعاش الطلب من قبل البلدان المستهلكة الرئيسة.ويتوقع أن يزداد الطلب على الأسمدة بنسب 30 و50% العام الجاري مما حدا بالمصنعين الرئيسيين في دول مثل السعودية وإيران وعمان ومصر والأردن والإمارات للمضي قدماً لتوسعة طاقاتها الإنتاجية وسط مخاوف من حدوث وفرة في العرض الذي قد تشهده صناعة الأسمدة العالمية. ويعتمد الطلب على الأسمدة في الهند على سياسة الإعانة الحكومة غير الواضحة نتيجة للتأخير في صرف المعونات فيما أثرت حركة أسعار السلع الأساسية على شركات الأسمدة وقد تهاوت أسعار منتج سوبر فوسفات الثلاثي (DAP) من 1200 دولار للطن إلى 600 دولار وقد يتأثر مستوى الطلب على الأسمدة بانخفاض أسعار السلع الزراعية.وقد اضطر العديد من المصنعين لإغلاق وحداتهم الإنتاجية نتيجة لسوء أحوال السوق الذي شهد تقلبات في أسعار الأسمدة، فيما يتجه منتجون رئيسيون لتصعيد طاقاتهم الإنتاجية حيث يتواجد مشروع ضخم في الامارات مملوك بين (توتال وأدنوك) قرر توسعة طاقة مصنع اليوريا بنسبة 50% مع وجود خطط لتحويل 90 ألف طن متري سنوياً من الأمونيا إلى اليوريا لتلبية حاجة مصنع الميلامين الجديد حيث يشكل سماد اليوريا مادة خام رئيسة في إنتاج الميلامين. وتستهدف خطط التوسع زيادة إنتاج اليوريا إلى 2700 طن متري يومياًُ يخصص منها طاقة 800 طن متري يومياً لمصنع الميلامين فيما تشكل الطاقة المتبقية كحبيبات لتسويقها. وتمكنت الشركة خلال عام 2007 من بيع 9% من طاقتها الإنتاجية في الامارات و8% في سريلانكا و7% في إيران وفي أسواق أخرى صغيرة تشمل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزنبيق وبنجلادش وعمان فيما تم بيع أكبر الحصص في الهند بنسبة 54%.الجدير بالذكر أن السعودية تتزعم إنتاج اليوريا الحبيبية على المستوى العالمي والأسمدة عموماً بطاقات تصل إلى 10 ملايين طن متري سنوياً وتنتج مصانع "سابك" الأمونيا، اليوريا، والأسمدة المركبة والفوسفاتية التي أسهمت عبر السنوات في صنع النهضة الزراعية التي حققتها السعودية ولبت متطلبات كثير من البرامج الزراعية حول العالم لتلعب دوراً مهماً في تحقيق الأمن الغذائي. وتقدم "سابك" أسمدتها للقطاع الزراعي الوطني مصاحبة بالخدمات الفنية والإرشادات الزراعية التي تحقق أقصى استفادة ممكنة بجانب التسهيلات الائتمانية. كما تسهم في إثراء الخطط الزراعية محلياً وعالمياً من خلال منتجاتها اللدائنية البلاستيكية التي تدخل في إنتاج كثير من العناصر الضرورية للتنمية الزراعية مثل البيوت المحمية، شبكات وقنوات الري والصرف والشبكات الزراعية وصناديق وحاويات تعبئة المحاصيل والثمار.