لقد أصبح خبر القبض على مبتز من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خبرا عاديا من كثرة تكراره على صفحات الجرائد، فحين تطالع صباح كل يوم جريدة ما يخيل لك انك تتصفح جريدة الأمس فالأخبار مكررة.. القبض على عمالة تدير مكاناً للدعارة.. مداهمة مصنع للخمور في مكان ما يدار أيضا من قبل عمالة، وفي هاتين الحالتين لا يتغير عليك من الخبر إلا الموقع الذي تم فيه القبض على الجناة، فالخبر نفس الخبر، بل والصورة المرفقة هي نفس الصورة، ثلاثة عمال أو أربعة يقفون ومعهم خادمة، أو نفس العدد أيضا يقفون وقد صف أمامهم براميل أو قوارير المسكر، ولكن اللافت في الأمر هو تكرر حالات قبض هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مبتزين لفتيات عن طريق تهديدهن بصور حصلوا عليها منهن من علاقة طائشة أو عن طريق سرقتها بأشكال متعددة.. لذلك اعتقد انه حان الوقت الذي نتوقف فيه عند هذه الظاهرة.. نعم أقول ظاهرة!.. وظاهرة خطيرة، فتكرار القبض على مبتزين وبشكل كبير يدل على ان ما خفي أعظم، وانه لولا الدور الرائع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما عرفنا عن هذه الظاهرة التي استغل بها أشباه رجال ضعف الفتيات واخذوا يبتزونهن بأشكال مختلفة.. فتارة يطلبون أموالا حتى وصل مجموع ما ابتزه احدهم من فتاة مسكينة ربع مليون ريال، وتارة أخرى يطلبون استسلامهن لرغباتهم الشاذة، وهنا يجب علينا ان نشيد بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أدت دور النهي عن المنكر بالشكل المثالي الذي منحها ثقة كثير ممن وقع عليهم الابتزاز، ولم يخافوا الفضيحة والتشهير بل وجدوا قلوباً رحيمة ناصحة مشفقة تستر على من لجأ إليها طالبا المعونة، فعلينا كما انتقدناهم "اقصد الهيئة" في بعض النواحي ان نشد على أيديهم ونقول لهم نعم الدور الذي تقومون به.. هذا عشمنا بكم.. عشمنا وغاية منانا ان يأتي اليوم الذي تلجأ فيه كل مغرر بها وكل من ارتكبت أخطاء وتابت وتريد العودة الى الطريق السوي و هناك من يبتزها ويهددها.. ان تلجأ إليكم الأم التي تريد ان تصلح حال ابنها الذي دخل وحل المخدرات و تريد من يساعدها بدون فضيحة أو تشهير.. ان يلجأ الأب الذي يريد ان يبعد ابنه عن أصدقاء السوء إليكم لمساعدته، فدور المناصحة و الإرشاد والنهي عن المنكر بالمعروف والاستعانة بالداعيات والمرشدين الاجتماعيين من أهم ادوار الهيئة التي نتمنى ان نراها. ان المسؤولين مطالبون الآن بتخصيص رقم موحد لتلقي بلاغات الابتزاز، والإعلان وبشكل مكثف على ان كل البلاغات ستعامل بسرية تامة، وتشكل لجان في كل المناطق يكون بعضويتها الإمارة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة، وذلك حتى يمكن معالجة القضايا بشكل سريع وبالية تمكنهم من تتبع الاتصالات ومعرفة مكانها وتسجيل المكالمات لتثبيت التهم والقبض على المبتزين ومن ثم محاسبتهم بحزم و نشر القضايا بالصحف دون التشهير بالمقبوض عليهم حتى لا نقع بنفس ما كانوا يسعون إليه من تشهير بالآخرين، ولكن لعل النشر ان يشجع من وقع عليهم الابتزاز بالاتصال بالرقم الموحد وإنهاء معاناتهم، ويجب ان نعلم ان هناك الكثير من الذين يرزحون تحت غمة الابتزاز نساء ورجالاً أيضا، فهناك حالات يكون من يبتز متخفيا ويقوم باتصالات يبتز بها ففي هذه الحالة يتطلب الأمر الاستعانة بجهات تستطيع تحديد مكان المتصل وهذا لن يتأتي إلا بلجنة تمثل جهات مهمة مثل الشرطة والإمارة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والله من وراء القصد