قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس لدى استلام القصر الجمهوري الواقع داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد ان "الحلم اصبح حقيقة" و"السيادة عادت" إلى العراق. وغداة انتهاء تفويض الأممالمتحدة الذي نظم وجود القوات الاجنبية في هذا البلد، سلمت قوات التحالف اول ايام العام الجديد القصر الجمهوري، ابرز رموز السيادة بعد ان كانت قد شغلته منذ الاجتياح العام 2003.واوضح المالكي بعد مراسم رفع العلم العراقي امام القصر "قبل عام من هذا التاريخ، كان حلما مجرد التفكير بسحب القوات الاجنبية من العراق". واضاف "لكن الحلم اصبح حقيقة بعد ان الغيت العقوبات وتمت الاتفاقية والاكثر من ذلك هو بدء تنفيذ الاتفاقية". وتابع رئيس الوزراء من مقر الرئيس السابق صدام حسين في غياب اي مسؤول اميركي، ان "القصر عنوان للسيادة العراقية وتسلمه رسالة حقيقية بان السيادة عادت الينا". واضاف "من حقنا اعتبار هذا يوم السيادة وبداية استعادة كل ذرة من ترابه انه عيد وطني كبير تزامن مع مجموعة الاعياد" في اشارة إلى اعياد الميلاد ورأس السنة الهجرية والميلادية. وقال المالكي "من حقنا ان نفرح ونقيم الاحتفالات"، داعيا "مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء إلى اعتبار هذا اليوم يوما وطنيا يحتفل به كل عام". واضاف انه "سيتم تسلم المسؤولية في المنطقة الخضراء اليوم وهذه رسالة ثانية عن تطور العملية السياسية". وجرت المراسم في احدى قاعات القصر الجمهوري باشراف وتنظيم عراقيين فقط ولم يكن هناك اي اميركي في المكان. وحضر المراسم عدد من الوزراء بينهم وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ومسؤولين اخرين. واعتبر العبيدي تسلم القصر الجمهوري "دليلا على تحسن الاوضاع الامنية". وذكرت مصادر ان الاميركيين غادروا المكان بعد ان انزلوا علمهم الاربعاء، مؤكدة ان "المنطقة الخضراء ستكون بامرة لواء بغداد" بقيادة الفريق عبود قنبر. وكان القصر الجمهوري مقرا للسفارة الاميركية بعد سقوط بغداد في نيسان/ابريل 2003.ويقع القصر في منطقة عرفت باسمه قرب نهر دجلة في وسط بغداد وكان مقرا للحكومة في عهد نظام صدام حسين ورمزا لسيادة البلاد حتى سقوطه في نيسان/ابريل 2003.وقد شيد القصر آخر ملوك العراق فيصل الثاني (1935-1958) مطلع خمسينات القرن الماضي واطلق عليه اسم "قصر الرحاب"، وقام صدام حسين بتوسيعه خلال التسعينيات. والقصر من ابرز مباني المنطقة الخضراء الشديدة التحصين التي تضم مقار الحكومة العراقية والسفارتين الاميركية والبريطانية والامم المتحدة. وستسلم القوات العراقية في وقت لاحق المسؤولية الامنية في المنطقة الخضراء من قوات التحالف. وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد ان "انسحاب الاميركيين من المنطقة الخضراء سيكون بشكل تدريجي مع بقاء جميع معدات التفتيش في اماكنها، بالتنسيق مع القوات الاميركية".