@@ نتسامح في بعض الأحيان كثيرًا.. @@ ونقوم ببعض المبادرات الإنسانية تجاه أُناس ميؤوس من إمكانية صلاحهم..من إمكانية عودتهم إلى الطريق السوي..من إمكانية معرفتهم لمصلحتهم الحقيقية في اتباع طريق أمثل يوصلهم إلى الحياة الأقوم..والأفضل.. @@ غير أن مبادراتك تلك تُؤخذ على عكس ما أُريد لها.. @@ وتُفهم على أنها تعبير عن الضعف.. @@ تعبير عن الاعتذار.. @@ تعبير عن القبول بأخطائهم.. @@ تعبير عن التفهم لما اختاروه..ومن اختاروه.. @@ هذا الفهم الخاطئ..يوسع دائرة الهوة.. @@ ويعمق حجم المشكلة.. @@ ويقلل من فرص تلاقي الطرفين.. @@ وقد يدفع أصحاب المبادرات الإنسانية الخيّرة إلى القناعة باستحالة تغيير الحال.. @@ وقد يؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات قاسية..ونهائية.. تقود إلى.. إسقاط جميع الالتزامات الأخلاقية.. والإنسانية نحو هذا النوع "الضائع" من البشر..حتى إن شعر الإنسان أن في ذلك "عقاباً" لأناس آخرين يحيطون به..ويعتمدون عليه..ويتضررون بأفعاله وتصرفاته "الهوجاء"..حتى وإن أحس الإنسان بأن قراراً من هذا النوع قد يجعل ذاك الإنسان أكثر انغماسًا في الأخطاء.. وغرقًا في التدمير لحياته.. وحياة من يعيشون معه.. حتى وإن قابل خطوتنا هذه بمزيد من "الانتقام" من نفسه.. ومن كل من يعيشون معه..حتى وإن أسلم نفسه بصورة كاملة للشيطان.. @@ هذا النوع "اليائس" من البشر.. يُحيّرك - تمامًا - في أمره.. @@ ويلقي بك بين فكين.. @@ فك "الحزن" عليه.. @@ وفك القيم الإنسانية.. تجاه من كنت السبب في تعليق مصيرهم الأسود به.. @@ ولذلك فإنك تقف مع خيارين صعبين هما: @@أولهما: أن تتخلى عنه.. ولا تترك "ضحاياه" نهباً لعبثه.. @@ وثانيهما: أن تعفي نفسك من كل المسؤولية.. وتجعله يتحمل نتائج (تخبطاته) وتعاسة من يحيون معه ومن حوله.. @@ ولأنك إنسان.. @@ ولأنك صاحب مبادئ.. @@ ولأنك لا تنسى المعروف.. @@ ولأنك لم تيأس بعد - بصورة نهائية - من إمكانية صلاح الحال.. @@ فإنك تبادر - بين وقت وآخر - إلى مد "طوق النجاة" له أملاً في تجنب وقوع "الأخطر".. و"الأسوأ".. @@ أملاً في يقظة "ضمير" يوشك أن يموت.. @@ أملاً في صحوة إحساس "ممزق" بين أكثر من درب مظلم..أكثر من "وحش" كاسر.. أكثر من مصير مؤلم.. أكثر من "صدمة" مرتقبة ولكنها ستكون مدمرة في كل الأحوال (!!) @@@ ضمير مستتر: @@(مهما بالغ "المغامرون" في انحرافاتهم..إلا أنهم قد يكتشفون الحقيقة قبل سقوطهم الأخير).