سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صفقتان عقاريتان في الأراضي الخام شمالي الرياض بقيمة 800 مليون ريال عقاريون: عودة نشاطها يؤكد قوة السوق.. والشلهوب اعتبرها البداية لنشاط العام العقاري المقبل:
جدد السوق العقاري نشاطه قبل إجازة عيد الأضحى المبارك بتسجيل صفقتين عقاريتين لشراء أراض خام شمالي الرياض بإجمالي 800 مليون ريال. وعلمت (الرياض) أن الصفقة الأولى ومساحتها 3 ملايين متر مربع أبرمها أحد المطورين العقاريين كانت بقيمة 200 مليون ريال، أما الأرض الأخرى وكانت مساحتها 4 ملايين متر مربع فكانت بقيمة 600 مليون ريال تقريباً. ورغم أن نشاط الأراضي الخام تراجع أخيراً بشكل كبير، نظراً لتضخم أسعار كثير منها بسبب تسارع وتيرة المضاربة، التي تزامنت مع النشاط الكبير للسوق العقاري نهاية العام الفائت 2007م، ومنتصف العام الجاري 2008م، وتحول جزء كبير من السيولة النقدية إلى السوق العقاري الأمر الذي تسبب في تضخم كثير من منتجاته. ويرى بعض العقاريين أن هاتين الصفقتين تؤكدان (عملياً) قوة السوق العقاري في السعودي، مشددين في الوقت ذاته على أنه يجب توجيه استثمار الأراضي الخام إلى مشاريع التطوير العقاري، بدلاً من المضاربة التي تتسبب في تضخم الأراضي أو المساكن على المستهلك النهائي. ورغم أن نشاط الأراضي الخام شهد تقلبات كثيرة تراوحت بين، الركود والنشاط الذي بلغ ذروته نهاية العام المنصرم حيث وصل قيمة المتر إلى 950 ريالاً للمتر. وفي تقرير للنشاط العقاري لشركة مزايا، أظهرت المؤشرات العقارية انخفاض تأثر السوق العقاري السعودي بالتطورات المتعلقة بأزمة الرهن العقاري الأمريكي ابتداء والأزمة المالية العالمية حتى اللحظة، ذلك أن محركات السوق العقاري السعودي تختلف كثيرا عن محركات الأسواق العقارية لدى دول المنطقة حيث أن المملكة لم تطبق ولم يتطور لديها نظام الرهن العقاري، فيما تقتصر عملية التمويل عن طريق البنوك العاملة داخل المملكة والتي تتشدد غالبا في منح القروض ووضع الشروط في أوقات الانتعاش والهبوط ، كما أن السيولة المتداولة في السوق العقاري السعودي تتركز في معظمها من محافظ فردية وجماعية للأفراد دون أن يكون هناك عرض لسيولة المضاربة وبكميات كبيرة كما حدث لدى دولة الكويت والإمارات وعمان، في حين نجد أن المملكة تشهد طلبا حقيقيا من قبل الأفراد والمؤسسات على مخرجات القطاع العقاري منذ ما يزيد على 5 سنوات، وتأتي هذه العوامل مجتمعة لتقلل من تأثيرات الدخول في عملية تصحيح حادة على الأسعار خلال الفترة القادمة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار لابد لها من الانخفاض عن المستويات الحالية نظرا لتضخمها منذ بداية العام الحالي على بعض القطاعات. من جهته قال ماجد بن محمد الشلهوب رئيس مجموعة شركة أنماء، والمتخصص في نشاط تداول الأراضي الخام، أن النشاط العقاري شهد تذبذباً في تداوله خلال فترة مابين عيدي الفطر والأضحى، مشيراً إلى أن هناك نشاطاً من نوع آخر هذه الأيام، ويتركز في صفقات النفس الطويل التي تبرم على فترات طويلة لا يمكن أن تتجاوز نهاية الشهر الأول من العام المقبل، تمهيداً لبدء عجلة النشاط العقاري الذي يبدأ في الربع الأول من العام، وينتهي في نهاية الربع الأخير منه. وبين الشلهوب أن سوق الأراضي يتركز في مناطق محددة من الرياض، مشيرا إلى منطقة شمال الرياض تستحوذ معظم تداولات الأراضي الخام، حيث تتركز بين مخرج العمارية (طريق الأمير سلمان الجديد) جنوبا، حتى مخرج ملهم شمالا، ومن شرق طريق صلبوخ غربا، حتى منطقة شرق المطار شرقا. وأعتبر الشلهوب أن أسعار الأراضي الخام رغم أنها تجاوزت في بعض المناطق 900 ريال للمتر، إلا أنها لا تزال معتدلة، وقال، إن كثيراً من الشركات الخليجية دخلت السوق المحلية لإقامة مشاريع سكنية، لأن دراسات الجدوى لديها أثبتت أن أسعار الأراضي خاصة الخام في السعودية تعتبر معتدلة مقارنة بدول أخرى مثل الكويت وقطر والإمارات، وحتى البحرين، مشيرا في هذا الصدد إلى دور السوق الخليجية المشتركة في تعزيز الاستثمارات البينية الخليجية ومنها بالتأكيد سوق الأراضي الخام.