حينما يبدأ الكونغرس الامريكي الجديد يناير 2009سيؤدي 45يهودياً اليمين الدستورية لعضوية المجلس، منهم 32في مجلس النواب و 13في مجلس الشيوخ، وهو رقم قياسي غير مسبوق، بغض النظر عن نتائج انتخابات ولاية مينيسوتا التي لم تحسم بعد. ومن بين الاعضاء الثلاثة الجدد لمجلس النواب رجل أعمال شاذ فاحش الثراء، وسياسي محنك من نيو جيرسي، ومحام ثري انفق مليوني دولار من أمواله الخاصة على حملته الانتخابية الصاخبة التي تمنحه الحق في الادعاء بأنه يمثل ميكي ماوس قانونياً. ورغم كل هذا فإن هذا الرقم القياسي يمثل مرارة لمن يسعون لانتخاب يهود لمناصب عامة، إذ تضم قائمة الخاسرين ايثان بيركوفيتز على يد العضو القديم دون يونغ في الاسكا، والحاخام الكفيف دينيس شولمان في نيو جيرسي، وجوش سيغال في ألاباما. أما الفائزون فيثيرون الانتباه اليهم، فمنخم جاريد بولس 33، المليونير ورجل الأعمال في مجال الانترنت، والذي سيمثل الدائرة الثانية لولاية كولورادو، وأول شاذ يعلن شذوذه ويتم انتخابه لمجلس النواب(إذ أن بارني فرانك اليهودي ايضاً اعلن شذوذه بعدما خدم عدة سنوات بالمجلس). هذا وقد جمع بولس ثروته التي تقدر ما بين 150إلى 200مليون دولار وهو بعد في العشرينات من عمره. وقام بولس الذي عمل في مجلس التعليم بجامعة كولورادو، انشأ موقع بلوماونتان الالكتروني لبطاقات التهنئة قبل أن يبيعه عام 1999م بمبلغ 780مليون دولار، كما انشأ وباع موقع الزهور بروفلاورز. ومؤخراً خصص بوليس معظم وقته لنشاطه الانساني، لاسيما التعليم. وفي عام 2004أسس مدرسة نيو أمريكا للمهاجرين الجدد وتولى الاشراف عليها حتى العام الماضي. وقد خاض بولس معركة تمهيدية قوية في دائرة ديمقراطية تضم ضواحي دنفر ذات التعداد اليهودي المتزايد. وطبقاً لدافيد شنير، مدير مركز الدراسات اليهودية بجامعة كولورادو في باولدر، فقد تزايد التعداد اليهودي في منطقة دنفر بنسبة 40% تقريباً خلال السنوات العشر الماضية. وتضم دائرة بولس منطقة باولدر التحريرية وغيرها من ضواحي دنفر، دوناً عن العاصمة، حيث حصل على نسبة 60% من الاصوات في الانتخابات العامة. ويوضح بولس ان دينه أو ميوله الشاذة لم تؤثر عليه اثناء حملته الانتخابية بقوله "اعتقد انهما لم يكونا قضايا هامة.. فالقضايا الأكثر أهمية للناخبين في دائرتنا كانت حرب العراق والرعاية الصحية وتحسين المدارس". أما العضو الجديد الثاني فهو جون ادلر 49، والذي يمثل الدائرة الثالثة بولاية نيوجيرسي مشفوعاً ب 20عاماً من الخبرة الانتخابية، ليصبح أول ديمقراطي يفوز بهذا المقعد منذ عام 1882.فقد أمضى أدلر ال 16عاماً الماضية في مجلس الشيوخ بولاية نيوجيرسي، حيث كان يشغل منصب مساعد زعيم الاقلية في الفترة من 1994إلى 2001خلفاً للعضو المتقاعد جيم ساكستون. هذا وسيحظى سكان دائرة جنوب نيوجيرسي، التي تضم شيري هيل - حيث يقيم ادلر وكان عضواً عنها - ومقاطعتي أوشن وبيرلنغتون بمناصر قوي لاسرائيل ممثلاً في عضو الكونغرس الجديد. وكان ادلر الذي يصف نفسه بأنه "يهودي معظم حياته كبالغ" قد غير مذهبه الابيسكوبالي عام 1985بعدما قابل زوجته في كلية الحقوق. كما عمل بلجنة نيوجيرسي - إسرائيل، التي تساعد في دعم العلاقات الثقافية والتجارية بين ولاية نيوجيرسي واسرائيل. هذا ويوضح ادلر عضو تمبل ايمانويل في شيري هيل ان تركيزه سيكون على أسر الطبقة الوسطى الكادحة، وهو نفس ماكان يركز عليه في حملته الانتخابية، لأن "هذا هو أول عقد تتدهور فيه الطبقة الوسطى منذ الكساد الكبير.. أنا(متحمس) لمواجهة المشاكل التي ابتليت بها امريكا في الاعوام القليلة الماضية أو طيلة حياتي". أما العضو الثالث ألان غرايسون عن الدائرة ال 8بفلوريدا، فقد صادفه النجاح في المحاولة الثانية للانضمام إلى الكونغرس وفاز بالمقعد الذي يضم جزءاً من أورلاندو بما فيه عالم والت ديزني. وكان غرايسون الفائز المفاجئ بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية، قد تغلب على العضو الجمهوري الحالي ريك كيلر بعدما وصفته صحيفة أورلاندو سنتينل بأنه أبشع صراع بوسط فلوريدا. وكان غرايسون، أحد مواطني برونكس والذي خسر انتخابات الكونغرس عام 2006قد أنفق ما يزيد على مليوني دولار من أموال الخاصة هذا العام للفوز بالمقعد الذي يعد جزءاً من معقل الحزب الجمهوري. ونظراً لكونه محامياً فقد قاضى مقاولي الحكومة المسؤولين عن اضاعة أموال دافعي الضرائب. وعن تزويد القوات الأمريكية بمعدات مليئة بالعيوب. وقد وصفه كيلر بقوله انه "متحرر بتطرف (الترا ليبرال)" مستعد للتصويت لقطع التمويل عن القوات الامريكية في العراق ولكن من الواضح ان الناخبين كان لهم رأي آخر. (خدمة ACT)