تعتبر المدن الاقتصادية مفهوماً عالميا جديداً يجمع بين المقومات الاقتصادية للمدن الصناعية، والمناطق الاقتصادية الخاصة، لتشكل مدناً حضارية متكاملة، ويرتكز اقتصاد كل مدينة على تجمعات اقتصادية عنقودية، تم اختيارها بناء على المزايا التنافسية للمملكة، وتوفر هذه المدن مرافق خدماتية ولوجستية وسكنية متكاملة، وبيئة عمل تنافسية لتكون منظومة اقتصادية جاذبة للاستثمار الوطني والأجنبي. ويتجسد في هذه المدن مبدأ الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، حيث يتحمل القطاع الخاص كافة تكاليف تأسيسها، بما في ذلك شراء الأرض التي تقام عليها المدينة دون أن تتحمل الحكومة أي عبء مالي، باستثناء تقديم التسهيلات والخدمات التي يحتاج إليها المستثمرون. وتم التوصل إلى جدوى هذه النماذج الاستثمارية وأسلوب طرحها بناء على دراسات لتجارب عالمية في مجال المناطق الاقتصادية، والمدن الصناعية، إضافة إلى دراسة العوامل المحلية الخاصة، مثل كبر مساحة المملكة، وما تمتلكه من مقومات اقتصادية، وتوفر العديد من المزايا النسبية غير المستغلة في العديد من مناطقها. وعليه فقد تم التوصل إلى صيغة المدن المتكاملة التي يتم تمويلها بالكامل من القطاع الخاص، والتي تتميز بتجانس قطاعاتها الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك الخدمات والصناعات والنقل وخلافها، مما يؤدي إلى رفع القيمة المضافة للنشاطات الاقتصادية المقامة فيها. وما يميز تلك المدن عن المشاريع التنموية التي تنفذ في المملكة هو العالمية لكل من القطاع الخاص المحلي والأجنبي، ويحصل فيها المستثمرون على خدمات تتصف بسهولة الإجراءات، وسرعة البت في الطلبات والتراخيص، وسوف تساعد المدن الاقتصادية في بروز المملكة كوجهة مفضلة للاستثمارات العالمية.في عام 2005م تم إطلاق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، وتلتها مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل في عام 2006م، ثم مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، ومدينة جازان الاقتصادية. ويجري حالياً دراسة تأسيس مدينتين اقتصاديتين في كل من المنطقة الشمالية، والمنطقة الشرقية من المملكة لتستكمل بذلك المدن الاقتصادية في المواقع التي أشارت إستراتيجية الهيئة العامة للاستثمار إلى اختيارها كنقاط انطلاق لصناعات تصديرية من المملكة، والتي أعلنت في أواخر عام 2004م. تتنافس جميع الدول، مع اختلاف توجهاتها السياسية، على جذب الاستثمارات، سواء المحلية، أو الأجنبية، نظراً لأهمية الاستثمار.. باعتباره المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي في الدول. وتعتبر المدن الاقتصادية واحدة من أهم آليات جذب الاستثمارات حيث تصدر الدول التي أنشأت مدناً اقتصادية أنظمة وتشريعات مختلفة تحفز على الاستثمار في هذه المدن.