فتحت وزارة الخارجية الإسرائيلية جبهة هجومية إعلامية باللغة العربية ولكن هذه المرة عبر الانترنت، ويريد المسئولون في الخارجية من وراء هذه الخطوة الالتفاف على وسائل الإعلام العربية والوصول مباشرة للمواطنين العرب المعنيين بسماع وجهة النظر الإسرائيلية. ولأجل ذلك أنشأ قسم متابعة الإعلام العربي بوزارة الخارجية الإسرائيلية قناة خاصة في موقع "اليوتيوب" (youtube) ونشر المواد الإعلامية والخطابات المباشرة من خلاله، كما ستحظى هذه القناة عبر الشبكة العنكبوتية بمتابعة مستمرة وتحديث متواصل لكل ما هو جديد أو تعليق إسرائيلي رسمي على أي حدث هام في المنطقة. وقال نائب مدير قسم متابعة الإعلام العربي بالخارجية أوفير جندلمان لصحيفة "هآرتس" إن إنشاء هذه القناة يعطيه وكافة المسئولين في الوزارة الحرية للحديث في أي وقت والتعليق على أي حدث من وجهة نظر إسرائيل دون الحاجة الى انتظار دعوات القنوات العربية للمشاركة في حوار يُبث على الهواء، كما أن هذه القنوات لا تعطي المتحدثين الإسرائيليين المساحة الكافية للحديث وإبداء وجهة نظرهم بشكل كامل. وأضاف جندلمان أيضاً أن علاقة إسرائيل بالقنوات التلفزيونية العربية تعيش دائماً حالة من المد والجزر. وساق جندلمان مثالاً لذلك حيث قال إنه قبل عدة أشهر امتنع المتحدثون الإسرائيليون من الظهور على قناة الجزيرة بسبب التقارير التي بثتها المحطة عن الأحداث في المنطقة، وأضاف جندلمان " أننا نواجه مشكلة في التواصل مع الجمهور العربي الكبير. لذلك يجب علينا أن نبحث عن وسائل أخرى لزيادة مساحة تواجدنا. فالانترنت في العالم العربي لها حضور كبير كما أنها آخذة في التطور، لذلك نحن معنيون بخلق قناة للتواصل والحوار، كما تعتبر هذه القناة على الانترنت مكملة لنقص حضورنا على القنوات العربية". ليس لإسرائيل مشكلة في التواصل باللغة الانجليزية، فموقفها واضح تماماً في هذا الجانب، لكنها بحاجة ماسة بمخاطبة المواطن العربي بلغته. يُذكر أن وسائل إعلام كبرى وعلى رأسها قناة الجزيرة سبق أن وجهت دعوات لمتحدثين إسرائيليين للظهور في برامجها، غير أنها لا تعطيهم الوقت الكافي للحديث ناهيك عن مقاطعة مقدم البرنامج المستمر لهم أثناء حديثهم. في المقابل اغلب القنوات التلفزيونية التي تبث من دول عربية مختلفة من بينها الدول التي وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل كمصر والأردن لم يسبق أن دعت أي متحدث إسرائيلي سواء كان رسمياً أم غير رسمي للظهور في أحد برامجها. صحيفة هآرتس