" ماحدث كان ضرورياً ليعرف العراقيون " الحرية ... " الرئيس بوش بعد رميه بالحذاء ببغداد خطط الانقاذ الدولية للاقتصاديات تتم على قدم وساق ، وعقد مؤتمرات لم تنته إلى اليوم بين الدول الصناعية وكان نجمها الرئيس الفرنسي ساركوزي حتى أنه بقمة العشرين التي عقدت طغى على حضور الرئيس الأمريكي والروسي والصيني ، وتم ضخ تريليونات الدولارات في اقتصاديات تلك الدول ، الأزمة المالية لم تستثن إلا من يقول إننا لم نتأثر ونحن منهم !! رغم أن الكل يقول متأثر ، وحين نقول إننا غير متأثرين فهي كقيم مستندات ودفترية حتى الآن ، ولكن قطاع البتروكيماويات بدأ يظهر انخفاضاً في أرباحه تقارب 77% حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي ، ولا يزال الكثير لدينا يصر أننا لم ولن نتأثر . من يلحظ خطط الانقاذ العالمية هي لدعم البنوك والشركات المتعثرة في شتى الصناعات، وحتى البنوك الاستثمارية والوسطاء خطط الانقاذ تأتي لهم بمليارات الدولارات ، تضخم مالي بأرقام فلكية ، حتى لا يفلس بنك ، حتى لا تنخفض القيم السوقية ، حتى تستمر الصناعة والبنوك ، بذل كل قوة مالية لدعم هؤلاء المفلسين الذين لم يجن عليهم أحد فهم من قام بكل ما حدث وخطط ورسم وصرف وأقرض وعمل ، ما يحدث عالميا لانقاذ هؤلاء الأغنياء ومدرائهم الذين يتقاضون سنويا مئات الملايين كرواتب ومكافآت على ماذا ؟ يكافؤون على تحقيق خسائر ، ولعل مادوف الأمريكي بالأمس أعلن أنه نصب وأحتال لسنوات على مستثمرين بمبلغ يقارب 50 مليار دولار ، فماذا حدث سيأتي وزير الخزانة الأمريكي ليدعم شركة الوساطة والبنك حتى لا تفلس ، وسوف يسجن مادوف 20 سنة هذا كل شيء ، حماية كبيرة للأغنياء ، لكن ماذا عن الفقراء ؟ لا أحد يسأل عنهم بالطبع ، والفقراء سيزيدون العام المقبل ما يقارب مليار نسمة فمن يحمي هؤلاء ، فكل الضخم المالي للمصارف والمستثمرين بها كبنك الخليج الكويتي مثلا هل دعمه وخسائر البنك هي حماية للفقراء ، رغم أن الفقير ماذا يحتاج ؟ منزل يحتمي به لا يتجاوز 200 متر أو 100 متر ، ورعاية طبية ، وكفاف عيش ، كل ذلك لا يكلف الشيء الكثير ، لكن الحكومات تدعم بمئات المليارات الأغنياء لكي لا تذهب ثرواتهم ويحافضون على ثرائهم ، والبنوك ترفع رؤوس أموالها لتغطي خسائرها وتضاعف أسهم الأغنياء لديها لكي يحافظ على خانة الملايين والمليارات ، لكن الفقير أو من هم الطبقة المتوسطة تحولوا للفقر فلا يستطيعون مواجهة الحياة بمستوى دخل ثابت أو معدوم في ظل تكلفة تتزايد وتتضاعف ، وحين تدعم السلع فالغني هو المستفيد الأكبر فهو أكثر استهلاكا ، ونظرية الغني يزداد غنى تتجسد أكثر وأكثر ، الفقير من يحمية ويدعمه .؟ لا أحد فلا نفوذ ولا قوة ولا رأي ولا عدل ، وحين يفقد العدل يعم الفساد والتوتر والاضطرابات في هذا العالم ، هذا العالم لن يعمه الخير والتوازن بدون مراعاة للفقراء وتحجيم الأغنياء الذين يستأثرون بكل شيء بدون عدالة، وهي ليست كلها ذكاء منهم بقدر حسابات أخرى خارج القدرة العقلية والذكاء ، فهي أتيحت لآخر دون آخر لا غير ، الفقراء يجب أن يكونوا هم المدعومون أولاً والأكثر أهمية من الحرص على الأغنياء ، فهناك شخص جائزة نوبل حصلها عليها من يكافح الفقر وهو البنجلاديشي محمد يونس ، ولم توضع جائزة نوبل لأثراء الأغنياء وأفقار الفقراء . الولاياتالمتحدة تضخ 700 مليار دولار للحد والحل للأزمة المالية ماذا لو أتيح منها 100 مليار لمعالجة الفقر ؟! وغيرها من الدول ... [email protected]