تبدأ العلاقة الزوجية قصيرة الأمد أو المؤبدة بين الرجل والمرأة بالخطوبة ثم الزواج وإحياء ليلة العمر "كما توصف"... والانتقال إلى عالم مختلف بكل معالمه وتفاصيله وأسراره وعجائبه.. ويفترض نظريا على أقل تقدير-أن يعيش الزوجان الأيام أو الشهور أو السنوات الأولى من الحياة الزوجية في كنف علاقة متألقة تصل إلى حد الخيال..حياة رومانسية متواصلة..يتقلب فيها الزوجان السعيدان إذا قدر لهما ذلك-في نعيم الحب حد الإغراق .. سفر.. سهرات.. حفلات.. مع مشاعر وأحاسيس تنساب كالهتان لتضفي على الأمكنة المزيد من التوهج والألق. بعد سنة أو أكثر تدخل العلاقة الزوجية منعطفا جديدا.. وتحديا أكثر قوة.. فمع قدوم أول مولود.. تبدأ المسؤوليات تتضاعف.. والاهتمامات تتوزع والأدوار المضافة تزداد بصورة غير معهودة من قبل.. وبالذات إذا أضيفت أدوار جديدة داخل البيت أو خارجه. في البيئات الريفية تتشعب مسؤوليات الزوجة لتكون أيضا أما وربة بيت ومزارعة.. وفي البادية تتحول إلى راعية للأغنام علاوة على ما تقوم به من أدوار في البيع والشراء..وحلب الأغنام وصناعة الإقط والسمن البري.. وقد تضطر لقيادة السيارة لمتابعة أعمالها في وسط الصحراء أي أن المرأة البدوية تضطلع في الغالب بكثير من الأدوار الأسرية..ليس لغياب الرجل وإنما لانشغاله بأمور أخرى. أما في المدينة فيبدو الوضع مختلفاً إذ تقوم الزوجة بأدوار كثيرة أو قليلة حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي..لكنك ستجد حتما الكثير منهن يقمن بادوار زوجة وأم وربة منزل وامرأة عاملة.. وسيدة لها علاقات واسعة مع قريبات وجارات وصديقات وزميلات مما يضعهن أمام تحد كبير فمسألة التوفيق تتطلب قدرا عاليا من التنظيم وإدارة الوقت وهو أمر قد يصعب تحقيقه إلا إذا كانت المرأة من تلك النوعيات التي تمتلك قدرات خارقة تؤهلها لتحقيق التوازن المطلوب. لكن دعونا نتحدث بصراحة عن دورين رئيسيين من تلك الأدوار لأهميتهما كونهما الأساس للحياة الزوجية وهما دور المرأة كزوجة لشريك حياتها الكثير من الحقوق..وكأم في نفس الوقت لأبنائها الحق في رعايتهم وتربيتهم والعطف عليهم. والسؤال هنا هل ستظل المرأة بعد قدوم الأولاد هي الزوجة التي ستواصل اهتمامها بزوجها وحبيبها إلى جانب عنايتها بأبنائها..أم أن الأولاد سيأخذونها من زوجها والذي قد يجد نفسه فجأة وقد أسقط من حساباتها ليعيش غربة مخيفة داخل بيته..وليتذوق مرارة التهميش ليقضي ما تبقى من عمره وكأنه ضيف شرف..يؤدي ما عليه من واجبات لينال النزر اليسير من حقوقه في ساعة من ليل أو نهار وفي غفلة من الصغار قبل الكبار في موعد غير مرتب للقاء زوجته "حبيبته".. موعد قد يعصف به حين تدوي صافرات الإنذار إيذانا بوقوع الخطر.. عندمايحاول أحد الأطفال الأشقياء تعكير أجواء الصفاء أو بكاء طفل يعقد كل الحسابات. قد تؤدي المرأة دورها زوجة..وتهمل دور الأمومة وهذا في ظني نادر..لكنها في الغالب قد تؤدي دورها أما عندما يسرقها الأبناء من والدهم. لكن مَن من النساء استطاعت أن تؤدي دورها المزدوج زوجة وأما إضافة لبقية أدوارها الاجتماعية والعملية- إن وجدت- لتسير مراكب الحياة الزوجية بأمان؟