الملاحظ أن أيام الخطوبة وعقد القران تشهد الكثير من المجاملات والمواعيد البراقة والعبارات المعسولة التي يسيل لها اللعاب إضافة إلى الهدايا التي تعطى في هذه الفترة بالذات من قبل الطرفين والخروج إلى المطاعم والأسواق وكلام الحب والهيام والغزل والغرام وكأنهما يعيدان قصص قيس وليلى وعنتر وعبلة ..الخ هذا بخلاف الاتصالات الهاتفية ويعيش الجميع أحلاماً وردية ليس لها أول من آخر والسؤال الذي أطرحه هنا مع احترامي لكلا الزوجين: لماذا لا يستمر ذلك بعد الزواج ؟ ولو استمر ذلك لما تجاوز شهر العسل كما يقال..مع أن هناك نسبة ضيئلة جداً نجدهم يتعايشون في فترة ما قبل الزواج بواقعية وصدق ومن هنا أرى أن في البداية وبعد عقد القرآن تكون العلاقة قوية بالتواصل بين الاثنين لكي يتعرف كل واحد على الآخر وتبدأ علاقة الحب والترابط والاهتمام ولكن نجد بعد مرور شهر هناك تلاشياً في العلاقة رغم وجود الحب بينهما الذي يكاد أن يدفن ويتلاشى ويصبح حباً داخلياً كما يقال ولا نجد له أي تعبير كما كان في السابق وأصبح الروتين هو المتحكم بهم ونرى أن غالبية الطموحات المستقبلية التي كانوا يبنونها حين كان وقت التعارف وقبل الزواج تبخرت وأصبح الجميع كصديقين وليس كزوجين. ومن ناحية المرأة فلا تجد نفسها لكي تبهره في كل لحظة ويتشوق إليها بتجديدها وبمغرياتها وتغنجها عليه لكي تكسبه وتحسسه بأن كل شيء على ما هو عليه ويأتي دور الرجل هنا بأساليب شبه متعجرفة وعدم اهتمام لهذا الكيان وحين تبادله الزوجة فلا تجد من يبادلها حنان الزوجية ويحسسها بقيمتها كزوجة وكأنثى وأنها نصفه الآخر. وثمة اسئلة أود أن أجد اجابات صريحة من الأزواج وهي: لماذا في أيام الخطوبة كنت تتحدث وتتكلم وتؤلف القصص والحكايات مع خطيبتك ولكن بعد الزواج قل الكلام وذهبت الحكايات وصمت اللسان؟ ولماذا قبل الزواج كنت رومانسياً وبعد الزواج ذهبت الرومانسية دون رجعة وبتأشيرة خروج نهائي؟!. ولماذا تكون في عملك باشاً مرحاً ولكن سرعان ما تدخل منزلك عابساً ومقطباً لحواجبك وروحك في مناخيرك؟ ولماذا تفضل السهر حتى بزوغ أشعة الصباح مع الأصدقاء والشلة وتنسى بأن هناك زوجة تنتظرك بين أربعة جدران ؟ وأسئلة أخرى لا أجد لها اجابة مثل سابقتها!!. أحبتي : في مجتمعنا الاسلامي لا توجد العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج لذا تأتي أهمية فترة الخطوبة وبعد (كتب الكتاب) فهي مرحلة مهمة إن تم احياؤها بشروطها ومن هنا ففي فترة الخطوبة يطلع كل فرد على سلوكيات الآخر مما يساعد على التأهيل النفسي لما هو مقبل عليه وقد يستطيع أحدهما تغيير بعض الصفات غير المرغوبة من الآخر ويمكن الاستفادة من المكالمات الهاتفية واستغلال الزيارات في توضيح العديد من الجوانب في شخصية كلا الطرفين وتساعد على تجنب المشاكل في المستقبل وعليهما أن يعلما تمام العلم بأن الحب والمودة والرحمة لا تبنى ولا توجد في يوم وليلة وعليهما ان يدركا بأنهما في مرحلة بناء والبناء يحتاج إلى تخطيط وتنسيق وصبر وتحمل الآخر فهناك من يهتم بليلة الزفاف وينسى التخطيط والاستعداد لحياة زوجية قادمة ولهذا يجب أن تستثمر فترة الخطوبة بالصراحة والتخطيط السليم والبعد عن تقليد الآخرين ، والبعد عن التناقض في الأقوال والأفعال والأمنيات وأود أن أهمس في اذن الفتاة المقبلة على الزواج : تذكري ابنتي الغالية ان لا تهملي بعد الزواج نفسك وكوني على يقين بأن الحياة لا تستمر على حال فمرة حلوة ومرة مرة فتعودي أن تتحملي الأزمات التي تمر عليكما ولا تهرعي إلى بيت أهلك شاكية عند أي خلاف واعلمي بأن هناك واجبات اجتماعية مختلفة ، عما كنت عليه في بيت أهلك يجب أن تؤديها وقد أصبحت الآن مسؤولة عن بيت وزوج وغداً أطفال وتحملي المسؤولية بنفسك. واسأل الله لك ولشريك حياتك التوفيق والسداد. همسة: من عاش بوجهين مات لا وجه له