يعتبر اتباع السلوك الصحيح في التغذية عاملاً اساسياً يساعد على ولادة سهلة لطفل يتمتع بصحة جيدة. وتعتقد بعض السيدات الحوامل ان سلوكهن الغذائي وعادات طعامهن اليومية صحيحة، وفقاً للتجارب التي مرت بها بعض النساء ممن لديهن تجربة مع الحمل والولادة الا ان بعض الدراسات الحديثة اثبتت ان العادات الغذائية غير المتوازنة تؤثر عفي صحة الام والجنين معاً. وقالت الدراسات ان 33% من الحوامل يفرطن في كمية الطعام بحجة تغذية الجنين، و67% ينقصن من الطعام لاعتقادهن ان ذلك يؤدي الى ولادة ايسر فيما تفكر بعض الامهات في تناول السمن والشوربة والسكر والبيض ظناً منهن ان هذه الاطعمة تزيد من الطلق اثناء الولادة. واوضحت الدراسات أن الجنين داخل الرحم يعتمد على الغذاء الذي تتناوله امه ولا يعني ذلك ان الام، كما يقولون تأكل لفردين، فالمهم نوعية الغذاء وليس كميته، على الا تزيد السعرات الحرارية بالنسبة للحامل على 400او 500سعر عن المرأة العادية، مع ضرورة تناولها لأطعمة معينة للمحافظة على مخزون الفيتامينات داخل جسمها مضيفة ان اهم الاطعمة التي يجب ان تتناولها الحامل هي النشويات والسكريا ت التي يحتاج اليها الجسم بقدر يتناسب مع كمية المجهود التي تبذله المرأة اثناء فترة الحمل والرضاعة. وتنصح الدراسات المرأة الحامل بعدم زيادة نوعية الأطعمة التي يمكن ان تسبب السمنة ومضاعفاتها، مثل الارز والمعكرونة والخبز، ويفضل ان تتناول الحامل الاغذية التي تحتوي على الالياف الطبيعية كالخبز الاسمر والالياف الطبيعية. وقالت الدراسات ان الالبان تعد افضل انواع الاغذية للحامل لانها تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والبروتينات والفيتامينات والاملاح المعدنية اللازمة لبناء انسجة الجنين وتحتاج الحامل الى كيلوغرام من الحليب يومياً او من منتجات الالبان، كما تحتاج الى اللحوم والبيض والسمك، فهي مفيدة جداً للمرأة الحامل لانها تحتوي على عناصر كثيرة مهمة مثل البروتينات والاملاح المعدنية، خاصة اليود المتوافر في الاسماك والحديد المتوافر في اللحوم الحمراء، لبناء انسجة جسم الطفل حيث من المعروف ان الطفل يعتمد خلال الاشهر الستة الاولى بعد الولادة على ما اختزنه جسمه من حديد خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من الحمل. وتنصح الدراسات الحوامل بتناول الأسماك مرة واحدة اسبوعياً على الاقل، والاكثار من تناول البروتينات النباتية الموجودة في البقول وتناول بيضة او اثنتين يومياً لان البيض يحتوي على الكثير من البروتينات والفيتامينات الاساسية، كما تنصح الدراسات بتناول الخضروات والفواكه الضرورية، منوهة الى انه يفضل تناول الخضروات طازجة لاحتوائها على الألياف التي تساعد في تخليص الجسم من الفضلات وتمنع الامساك الذي يمكن ان تعانيه الحامل. واكدت الدراسات على ضرورة تجنب الدهون اثناء الحمل وعدم استخدامها في الطهو او القلي او التحمير لما تسببه من عسر في الهضم، نتيجة حركة الامعاء تحت تأثير هرمونات الحمل لافتة الى ان هذه الدهون تسبب زيادة مفرطة في وزن الحامل ما يؤدي الى ارهاق اعضاء الجسم المختلفة، وتكون النتيجة شعور الحامل بآلام الظهر والمفاصل والساقين والقدمين. وقالت الدراسات ان الفيتامينات والعناصر المعدنية مثل الحديد والزنك والكالسيوم وحمض الفوليك التي تزداد حاجة المرأة اليها اثناء الحمل والرضاعة، تلعب دوراً مهماً في زيادة الطاقة والحيوية عند المرأة مشيرة الى ان نقص الفيتامينات يؤدي الى حدوث تشوهات في الجنين، بخاصة نقص حمض الفوليك الذي يزيد من احتمالات الإصابة بتشوهات خلقية في العمود الفقري والجهاز العصبي. واضافت الدراسات ان نقص الزنك يؤدي الى نقص وزن الجنين ولهذا يجب على الحامل تناول كبسولات الفيتامينات والعناصر المعدنية اثناء الحمل بجرعات يحددها الطبيب وفقاً لحالة المرأة. وعن حاجة الحامل الى تناول بعض الاطعمة قبل الولادة لزيادة الطلق اكدت الدراسات ان الام بحاجة الى الطاقة التي تساعدها في الولادة، وتكفي ملعقة عسل ابيض او بعض العصير المحلى لتزويدها بالطاقة وليس سمناً وشوربة ودجاجاً كما يشاع مؤكدة على ضرورة تناول الطيور والدجاج وشرب كميات كبيرة من السوائل بعد الولادة بواقع ثلاث لترات مياه، الى جانب العصائر الطبيعية لتوفير اللبن اللازم للمولود.