أتساءل.. من أين جاء هذا الوصف الغريب لبلادنا العربية؟ ولماذا الحرص على تقسيم (الشرق) بين أقصى وأدنى وأوسط؟ أكُلُّ ذلك هرباً من وصف هذا البلاد العربية الشاسعة بالعالم العربي!! إن العالم لم يعرف إلا غرباً واحداً فلماذا يقسّم الشرق ويتعدد!! يمتد العالم العربي جغرافيًا من الخليج العربي شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ويبلغ عدد سكانه 338.621.469نسمة في تقديرات عام 2007م ، ويوجد في العالم العربي اثنتان وعشرون دولة، ويُعد ذلك أكبر تجمّع عرقي على مستوى العالم، مع التنويه إلى أن هناك ملايين العرب الذين يسكنون في دولٍ مجاورة للعالم العربي، مثل إقليم الأحواز العربي في إيران حيث يقطنه 8ملايين من العرب، كما يوجد عرب كذلك في تشاد وتركيا واريتريا ومالي وإندونيسيا وماليزيا، وبالرجوع إلى موسوعة إنكارتا 2006م نجد أن عدد المتكلمين بالعربية قد وصل إلى 422.039.637شخصا تقريبًا، وهي اللغة الثانية على مستوى العالم من حيث المتحدثين باللغة الأم، ولا يسبقها إلا اللغة الصينية، وتأتي بعد العربية لغات عالمية مثل الإسبانية ثم الإنجليزية. وتتراجع اللغة العربية إلى المركز الرابع من حيث المتحدثين بها إجمالاً (كلُغة أم أو لغة ثانية) بعد الصينية والإنجليزية والإسبانية، وهو مركز متقدم جداً، من بين أكثر من 35لغة مستخدمة من قبل ملايين البشر في عصرنا الحاضر، ومعتمدة كلغات رسمية في بلدان من العالم. والعربية لغة رسمية في كل دول العالم العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في دول السنغال، ومالي، وتشاد، وإريتيريا وما يسمى إسرائيل، وقد اعتمدت العربية كإحدى لغات منظمة الأممالمتحدة الرسمية الست. وليس العجيب أن يحاول أعداء العرب تهميشهم وانتقاصهم، ولكن من العجائب أن نتلقف منهم هذا الوصف الغريب لعالمنا العربي ونصف به أنفسنا وبلادنا بل ويبادر البعض منّا بإنشاء مؤسسات كبرى تحت هذا الوصف كتلفزيون الشرق الأوسط وجريدة الشرق الأوسط، حتى وصل الأمر إلى حلاّق وخبّاز الشرق الأوسط..! هذه التسمية غير الحقيقية فيها تدليس وكذب صريح، وقد زعموا أن وجود أعاجم كالفرس والعبريين اليهود بين أظهرنا يسلبنا مصداقية وصفنا للمنطقة بالعالم العربي، وهذا لعمري هو التضليل بعينه... وأنفه أيضاً!! كيف يُحرم ما يربو على ثلاثمائة وخمسين مليون عربي من تسمية بلادهم لأجل أقلية ضئيلة هي خمسة ملايين مستوطن إسرائيلي، أقل ما يقال في حقهم أنهم محتلون للأراضي العربية وليست لهم أساساً، إضافة إلى أن هناك أكثر من مليون عربي يعيشون داخل الأراضي المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل، واللغة العربية مستخدمة رسمياً داخل إسرائيل والثقافة العربية سائدة وظاهرة، وبعد كل هذا نسلب عالمنا عروبته..!! أما الاعتراض الثاني فيأتي لأجل دولة الفرس (إيران) وأنها في نطاق هذه المنطقة العربية وهي دولة أعجمية فلا يحق لنا أن ندخلها ضمن العالم العربي، وهذا من الظلم الواضح للعرب، فأولاً : العرب لم يسعوا إلى إدخال إيران ضمن عالمهم، ولإيران الحق بأن تبقى خارجه. ثانياً: إذا كان لابد لأحدٍ ما أن يدخلها في عالمنا، فيمكن أن تكون إيران ضمن العالم العربي (مجازاً فقط) لسببين رئيسين: 1لأن عماد ثقافتهم هي العربية التي يستخدمون حروفها في كتابة جميع فنونهم وعلومهم، وكذلك هناك كمٌ كبير من المفردات العربية في اللغة الفارسية تربو على 30%. 2لأن هناك قرابة عشرة ملايين عربي يقطنون في مناطقهم العربية داخل إيران. وللعلم.. فإن للغة العربية تأثيرا واضحا على لغات الشعوب المجاورة للعالم العربي، ونعرض للغات التي للعربية فيها تأثير كبير (أكثر من 30% من المفردات) وهي: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية والتجرينية والأورومية والفولانية والهاوسا والمالطية والبهاسا (مالايو) وديفيهي (المالديف) وغيرها. وبعض هذه اللغات تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية الشرقية والكردية والبهاسا. وبعد كل هذا الانتشار الإقليمي والتأثير العالمي هل نسمي وطننا العربي... الشرق الأوسط..!!!