وصل حجم الخسائر التي تكبدتها قوات الناتو المتمركزة في أفغانستان خلال اليومين الماضيين إلى 300شاحنة وآلية تموين والتي أحرقت وهي في طريقها إلى أفغانستان مروراً بالأراضي الباكستانية، وذلك خلال هجومين منفصلين نفذتها على الأرجح المليشيات المسلحة المتطرفة النشطة في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان والتي تعرف أيضاً باسم طالبان الباكستانية، حيث نفذ الهجومان بالقرب من مدينة بشاور وهي عاصمة إقليمالحدود الشمالية الغربي المحاذي لمنطقة القبائل الباكستانية، وكشفت وسائل الإعلام الباكستانية نقلاً عن مصادر أمنية بأن المسلحين شنوا صباح الاثنين هجوماً آخر على مواد التموين الخاصة بقوات الناتو المتمركزة في أفغانستان، مما أدى إلى احتراق 100عربة تموين أخرى، هذا ولم تتمكن السلطات الباكستانية من اعتقال أي مسلح من الذين يقفون وراء تنفيذ تلك الهجمات. هذا وكان الهجوم الأول قد وقع فجر الأحد عندما شن المسلحون هجوماً بالقذائف الصاروخية على محطة "فيصل" التابعة لقوات الناتو والواقعة في مدينة بيشاور الباكستانية والذي أسفر عن احتراق نحو 200آلية وشاحنة وحاويات تموين لقوات الناتو. وتحصل قوات الناتو المنتشرة بخمسين ألف جندي في أفغانستان على تموينها عبر الأراضي الباكستاني، حيث تصل مواد التموين إلى ميناء كراتشيالباكستاني، ويتم جمعها في محطة فيصل بمدينة بيشاور لتتحرك منها في شكل موكب إلى الأراضي الأفغانية مروراً بمنطقة القبائل عبر طريق تحرسه قوات الأمن الباكستانية. والطريق من بيشاور عبر ممر خيبر إلى بلدة طورخم الحدودية هو أهم خط امداد بالنسبة للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي.وأثارت موجة من الهجمات قلقا بشأن الأمن الذي توفره باكستان لقوافل الشاحنات وبشأن انتشار الحركة المسلحة حتى منطقة خيبر القبلية وبوابات بيشاور.. أهم مدينة بشمال غرب البلاد.وكان مسلحون قد دمروا قبل أسبوع 22شاحنة تحمل إمدادات غذائية. ولم يتضح عدد المسلحين الذين شاركوا في هجوم أمس الاثنين. وكان حراس أمن قد ذكروا الليلة قبل الماضية أنهم واجهوا نحو 200مسلح كانوا يهتفون "الله أكبر" و"لتسقط أمريكا" أثناء اقتحامهم مركز الشاحنات. وأضافوا أن المسلحين أطلقوا صواريخ وألقوا قنابل يدوية مما أسفر عن مقتل أحد الحراس في تبادل لاطلاق النار بين المسلحين والشرطة. وبينما تنقل معظم الامدادات للقوات الأجنبية في أفغانستان على متن شاحنات عبر باكستان من خلال ممر خيبر فإن الطريق البري الرئيسي الآخر يمتد من مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد مرورا ببلدة تشامان الحدودية إلى مدينة قندهار بجنوب أفغانستان.