متابعو كرة القدم والباحثون في خفاياها يدركون تمام الإدراك أن الليث الأبيض هو الأكثر امتاعاً والأجمل عطاءً لم يعد كما كان عليه في المواسم السابقة، ومن وجهة نظري أن ذلك يعود لأسباب متعددة من أهمها: الجهاز الفني للفريق لم يكن بالصورة التي يرتضيها القائمون عليه فالأرجنتيني بومبيدو لم يعرف كيف يوظف قدرات فريقه التوظيف الأمثل رغم ما يمتلكه من أسماء، ونجوم متى ما كانت في توهجها وعطائها فهي قادرة دون شك على تقديم أحلى المستويات وتسجيل أفضل النتائج، فضلاً عن أن المدرب لم يعط إضافة فنية تنعكس على شخصية الفريق داخل الميدان أو على الأقل المحافظة على أداء الفريق الراقي الذي اشتهر به منذ سنوات. الدفاعات الشبابية لم تكن محصنة على الإطلاق فاختراقها أمر سهل للغاية، وهي المشكلة الأزلية للفريق الأبيض منذ رحيل جيل العمالقة في هذا الخط (الرومي، الداود، المري، العصيمي) فلم يحسن مدرب الفريق انتقاء العناصر المفيدة في هذه المنطقة الهامة حتى وإن كانت من الأسماء الشابة ولم يستطع بومبيدو عمل تنظيم دفاعي مقنع يغلق من خلاله المنافذ المفتوحة على مصراعيها والموصلة لمرمى المجتهد جداً وليد عبد الله خاصة في ظل الطابع الهجومي الكبير الذي يغلب على ظهيري الجنب معاذ والمولد، فكانت المحصلة ثلاثة عشر هدفاً وأربع خسائر مع إنقضاء الدور الأول من الدوري وهي نتائج مخيبة للآمال لفريق ينشد المنافسة على اللقب. عدد من الأسماء اعترى مستواها الفني الكثير من الترهل ولازالت تشارك قائمة الفريق، رغم اقتناع الجميع بأن تلك الأسماء لا تملك الجديد ولا المفيد الذي يخدم الفريق من بين هؤلاء (صديق، العبيلي، عبدالمحسن الدوسري، لبان، السعران، الحقباني، بشار) وفي اعتقادي أنه لا ضير من إتاحة الفرصة لمثل هؤلاء مع أندية أخرى تكون فيها حظوظ المشاركة متاحة بشكل واسع. اللاعبون الأجانب نجح كماتشو بامتياز، وكان خط وسط بكامله، فيما أخفق كلاوديني وظهر عالة على الفريق، أما بوفيو فيبدو أنه قد تأثر بزيادة وزنه الأمر الذي جعله لم يقدم كل ما لديه عطفاً على سيرته العالية ومشاركاته الجميلة مع عدد من الفرق الأسبانية المعروفة، ولا زال محبو الليث ينتظرون منه الكثير. ليت الممرن الشبابي قال لنا قبل أن يرحل، وبصوت واضح عن القدرة التي رآها في بدر الحقباني ليشركه أساسياً في الكثير من المباريات رغم رتم لعبه البطئ الغير متناسب مع سرعة اللعب الشبابي، ورغم وجود البديل الأفضل من الأسماء الصاعدة. كتبت أكثر من مرة ولازلت أعاود القول بأن إعطاء خالد عواجي ويحيى هادي ومشاري المشاري وفهد اليماني الفرصة مطلب جماهيري ملح وأعتقد أن وقته قد حان. التأهيل النفسي لعدد من اللاعبين أمر مهم للغاية في ظل تردي النتائج والمستويات ولا ريب في الاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال. يعول الكثير من أنصار الليث الأبيض على إدارة النادي بتوجيه من الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان على وضع الحلول المناسبة والتي بدأت بإبعاد المدرب وعودة هيكتور، ولازال الجميع ينتظر قرارات إيجابية أخرى على مستوى المحترفين الأجانب على وجه التحديد.