انتصار المسلسل الأردني "الاجتياح" وتحقيقه لجائزة الأيمي الدولية كأفضل مسلسل هو قصيدة رثاء لحال مهرجاناتنا وجوائزنا، كما هي حال مسلسلاتنا، فهذا الخبر والانتصار جاءا هذه المرة محملين بعدة علامات استفهام، أولها عدم الاهتمام واللامبالاة المزدوجة من قبل الإعلام والجماهير على حد سواء، حيث لم تعرضه إلا قناة LBC اللبنانية فقط وكان عرضاً يتيماً لمرة واحدة، وبعدها اندثر المسلسل وغرُب عن شاشاتنا، لتشرق شمسه من جديد، ولكن ليست من جهة الشرق كما هو المفروض، بل من جهة الغرب هذه المرة، وبالتحديد من مدينة نيويوركالأمريكية عندما تسلم منتج العمل هذه الجائزة، التي تعد أرفع جائزة تمنح لمسلسل تلفزيوني في العالم. وثاني هذه الاستفهامات حقيقةً، ولعلنا نكتفي بها، أن المسلسل لم يُكرّم ولم يذكر حتى، في مهرجاناتنا التلفزيونية، لا في القاهرة ولا المقهورة ولا غيرها! حيث غاب عن جوائزها وترشيحاتها وتنويهاتها!. وهذا بحد ذاته شيء ليس بمستغرب بقدر ما هو مستنكر، لأننا جميعاً نعرف ما يدور في الخفاء ووراء كواليس هذه المهرجانات، من محسوبيات وعدم مراعاة للأعمال القيمة فنياً!. ولأن بعضكم أعزائي القراء يجهل هذا المسلسل، وأنا كنت كذلك قبل منحه جائزة الأيمي، سأحدثكم عنه، باختصار، هو يحكي عن قصة معاناة وحصار أهل قرية جنين الفلسطينية أثناء حصار القوات الإسرائيلية لهم، ووقائع القصة وخلفيتها حقيقية ومستمدة من أرض الواقع في الأحداث الدامية التي ضربت فلسطين عام 2002وكان أكثر الأماكن المتضررة قرية جنين المنكوبة. ويقف خلف العمل، الأردني الإنتاج، طاقم سوري متميز مثل عباس النوري وديما قندلفت إلى جانب الممثلين الأردنيين كصبا مبارك ومنذر رياحنة وغيرهم.. ولكن قصيدة الفخر عليها أن تسطّر للمخرج شوقي الماجري، صاحب الأعمال المتميزة: (الأمين والمأمون) و(أبوجعفر المنصور) و(أسمهان) وأخيراً (الاجتياح).. الذي اجتاح سماء العالمية!.