سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفالح : 15تريليون برميل موارد الوقود السائلة في العالم ولم يستهلك العالم سوى 7% من الموارد المتاحة حالياً قال إن أرامكو في ظل الأزمة العالمية تسير وفق ثلاث استراتيجيات رئيسة لاستثماراتها
أكد النائب التنفيذي للرئيس للعمليات في أرامكو السعودية خالد بن عبدالعزيز الفالح بأن البترول "سوف يستمر في الاضطلاع بدور ريادي بين مصادر الطاقة في العالم لأن هناك إجماعاً بين العاملين في هذه الصناعة بأن الوقود الأحفوري سيستمر في توفير حوالي 80% من الاحتياجات العالمية من مصادر الطاقة"، مبيننا أن التراجع الحالي في أسعار البترول يعود إلى "مجموعة من العوامل"، من بينها قلة الطلب، ووجود كميات فائضة من البترول، إلى جانب النظرة السلبية السائدة عن الاقتصاد العالمي. و عرج الفالح في كلمته التي عبر فيها عن رؤيته حول مستقبل العرض والطلب على البترول والتي ألقاها في "منتدى الطاقة العالمية والمواد" مؤخرا الذي نظمته شركة "مكنزي آند كومبني"، وهي الشركة التي تعمل في مجال الاستشارات الإدارية، على الحديث عن التركيز على مصادر الطاقة البديلة، حيث أوضح أنه "على الرغم من أن العالم سيكون في حاجة إلى الحصول على الطاقة من مصادر متعددة، إلا أن الوقود الأحفوري سيستحوذ على نصيب الأسد من الطلب العالمي على مصادر الطاقة على مدى العقود القليلة المقبلة"، مشيرا إلى أن عملية تطوير مصادر الطاقة البديلة ستواجه العديد من المعوقات الاقتصادية والفنية الكبيرة، إلى جانب مدى قبول المستهلكين بهذه البدائل ومدى تأثيرها على إمدادات الغذاء والأسعار. وقال في هذا الصدد "إن الدعوات التي تجنح إلى التحول عن الوقود الأحفوري... لا تمثل إستراتيجية عملية أو إستراتيجية فاعلة". وعن التحديات التي يعبر عنها البعض بشأن الاحتياطيات طويلة الأمد، أوضح أنه "من بين موارد الوقود السائلة الإجمالية والثابتة الموجودة في العالم والبالغة 15تريليون برميل، لم يستهلك العالم سوى تريليون واحد فقط من تلك الكميات، أي ما معدله 7% من الموارد المتاحة حالياً". كما أوضح أيضاً أن هذه التحديات تعمل على تحويل هذه الموارد إلى إمدادات في الوقت الذي يواجه فيه العالم بيئة اقتصادية وبيئية وسياسية وتقنية بالغة التعقيد. وفي معرض تفصيله حول هذه المسألة، أكد الفالح أن "مسألة تحويل الموارد إلى إمدادات تحتاج إلى "بيئة مساندة" تفضي إلى جذب الاستثمارات اللازمة واستقطابها... مع استقرار أسعار البترول بالطبع"، لأن "التقلبات الحادة في الأسعار لا تعمل على إعاقة تطوير موارد الطاقة التقليدية وغير التقليدية فحسب، بل تعمل على إعاقة تطوير مصادر الطاقة البديلة أيضاً"، مشيرا إلى متطلبات الاستثمار التي تواجه صناعة البترول العالمية، حيث أكد أن الاستثمارات التقليدية في قطاعي التنقيب والإنتاج ستستمر في المستقبل المنظور نظراً للتزايد المتوقع على الطلب على البترول. وأضاف قائلاً "إنه من المحتمل أن يتم تأجيل تنفيذ المشاريع ذات التكاليف العالية أو إعادة دراستها وتقويمها من جديد". وفي ذات الاتجاه، فإن الاستثمار في مشاريع التكرير والتسويق سوف "تخضع لعملية تدقيق وتقويم أكبر"، وذلك إذا ما أخذنا الطبيعة الحساسة لهذا القطاع في عين الاعتبار. كما تحدث الفالح عن مستقبل المشاريع الاستثمارية في أرامكو السعودية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، حيث قال في هذا الصدد "على الرغم من التقلبات الحادة التي تشهدها السوق والتغيرات الكبيرة التي تطرأ آليات العمل الاقتصادي على المدى القصير، فإن التوجهات طويلة الأمد لأرامكو السعودية لا تزال تعمل وفق ثلاث إستراتيجيات رئيسة: برنامج استثمار نشط ولكنه متوازن في ذات الوقت، وزيادة تطوير الاقتصاد السعودي وتنميته.. والتميز في أداء العمل"، موضحا بقوله "إننا نقر بأنه يتوجب علينا العمل بصورة فاعلة في هذه البيئة التي نشهدها هذه الأيام، وأن نبذل كل ما في وسعنا للوصول إلى الوضع الأمثل في تنفيذ استثماراتنا، وذلك في ظل كل من الأوضاع التي تمر بها السوق في هذه الأيام وكذلك الحاجة إلى الاستمرار في أداء أعمالنا بصورة ثابتة وموثوقة، دون أن ننسى بطبيعة الحال الأهداف طويلة الأمد التي تسعى الشركة لتحقيقها". وأشار الفالح إلى المتطلبات الهامة التي تؤدي إلى الارتقاء بمستوى الأنشطة المتعلقة بصناعة المواد الهيدروكربونية في سبيل تحقيق التنمية المستمرة للاقتصاد السعودي وتنويع مصادره وذلك عبر توفير المواد والخدمات اللازمة لهذه الصناعة من داخل المملكة، وتبادل المعارف والخبرات في هذا المجال مع المؤسسات والشركات السعودية، وإيجاد المزيد من الفرص الاستثمارية، وخاصة في مجال التكرير والتسويق لقطاع المواد البتروكيميائية. كما تطرق الأستاذ خالد الفالح إلى تركيز أرامكو السعودية على الابتكار، باعتبار ذلك جزءاً من التزام الشركة نحو تحقيق التميز، وذلك كما يظهر في التطبيقات التي تجريها الشركة في تطوير حقول البترول وتحقيق الحد الأقصى من الاتصال مع آبار ومكامن الزيت، إلى جانب عمليات الأبحاث والتطوير التي تجريها الشركة في عدد من المجالات مثل الأعمال المتعلقة بنزع الكبريت وإدارة الكربون وصيغ إنتاج الوقود النظيف. ولكنه أضاف قائلاً "إن أهم الموارد التي أدت إلى تحقيق الشركة لكل هذه النجاحات يتمثل في مواردها البشرية". "فالموارد البشرية تبقى أعظم ميزة تنافسية تتمتع بها الشركة". واختتم الأستاذ خالد الفالح كلمته بالتأكيد على أن "أرامكو السعودية تمتلك الموارد المالية والصناعية والتقنية والبشرية اللازمة للوفاء بالتزاماتها والحفاظ على سمعتها لتحقيق التميز والموثوقية في العمل... وكذلك لإضافة مزيد من القيمة للاقتصاد السعودي"