أكد النائب التنفيذي لرئيس العمليات في أرامكو السعودية خالد بن عبدالعزيز الفالح أن البترول سيستمر في اضطلاع دور ريادي بين مصادر الطاقة في العالم لأن هناك إجماعًا بين العاملين في هذه الصناعة بأن الوقود الأحفوري سيستمر في توفير حوالي 80 % من الاحتياجات العالمية من مصادر الطاقة. جاء ذلك في معرض كلمته التي عبر فيها عن رؤيته حول مستقبل العرض والطلب على البترول والتي ألقاها يوم أمس الأول في ( منتدى الطاقة العالمية والمواد ) الذي نظمته شركة مكنزي آند كومبني في دبي. وبين الفالح في معرض كلمته التي ألقاها أمام جمع من كبار التنفيذيين والخبراء في مجالي صناعة الطاقة والإدارة أن التراجع الحالي في أسعار البترول يعود إلى مجموعة من العوامل من بينها قلة الطلب ووجود كميات فائضة من البترول إلى جانب النظرة السلبية السائدة عن الاقتصاد العالمي. وأوضح أن العالم سيكون في حاجة إلى الحصول على الطاقة من مصادر متعددة إلا أن الوقود الأحفوري سيستحوذ على نصيب الأسد من الطلب العالمي على مصادر الطاقة على مدى العقود القليلة المقبلة ، وأن عملية تطوير مصادر الطاقة البديلة ستواجه العديد من المعوقات الاقتصادية والفنية الكبيرة إلى جانب مدى قبول المستهلكين بهذه البدائل ومدى تأثيرها على إمدادات الغذاء والأسعار. كما تحدث الفالح في كلمته عن التحديات التي يعبر عنها البعض بشأن الاحتياطيات طويلة الأمد حيث أوضح أنه من بين موارد الوقود السائلة الإجمالية والثابتة الموجودة في العالم والبالغة 15 تريليون برميل لم يستهلك العالم سوى تريليون واحد فقط من تلك الكميات أي ما معدله 7 % من الموارد المتاحة حاليا مشيرا إلى أن هذه التحديات تعمل على تحويل هذه الموارد إلى إمدادات في الوقت الذي يواجه فيه العالم بيئة اقتصادية وبيئية وسياسية وتقنية بالغة التعقيد ، مؤكدا أن مسألة تحويل الموارد إلى إمدادات تحتاج إلى بيئة مساندة تفضي إلى جذب الاستثمارات اللازمة واستقطابها مع استقرار أسعار البترول بالطبع لأن التقلبات الحادة في الأسعار لا تعمل على إعاقة تطوير موارد الطاقة التقليدية وغير التقليدية فحسب بل تعمل على إعاقة تطوير مصادر الطاقة البديلة كذلك. كما أكد أن الاستثمارات التقليدية في قطاعي التنقيب والإنتاج ستستمر في المستقبل المنظور نظرًا للتزايد المتوقع على الطلب على البترول موضحا إنه من المحتمل أن يتم تأجيل تنفيذ المشاريع ذات التكاليف العالية أو إعادة دراستها وتقويمها من جديد وفي ذات الاتجاه فإن الاستثمار في مشاريع التكرير والتسويق سوف تخضع لعملية تدقيق وتقويم أكبر وذلك إذا ما أخذنا الطبيعة الحساسة لهذا القطاع في عين الاعتبار. وتحدث خالد الفالح عن مستقبل المشاريع الاستثمارية في أرامكو السعودية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة حيث قال // في هذا الصدد على الرغم من التقلبات الحادة التي تشهدها السوق والتغيرات الكبيرة التي تطرأ على آليات العمل الاقتصادي على المدى القصير فإن التوجهات طويلة الأمد لأرامكو السعودية لا تزال تعمل وفق ثلاث إستراتيجيات رئيسة وهي برنامج استثمار نشط ولكنه متوازن في ذات الوقت وزيادة تطوير الاقتصاد السعودي وتنميته والتميز في أداء العمل //. وأشار إلى أن أرامكو السعودية تحتفظ بنظرة طويلة الأمد عند تنفيذها لعمليات الاستثمار وذلك في الوقت الذي تضع في اعتبارها كذلك المتطلبات قصيرة الأمد المتعلقة بسرعة الاستجابة والمرونة التي تتطلبها سوق البترول العالمية مضيفا إن أرامكو السعودية تضع الأجيال القادمة نصب أعينها وهي تؤدي عملها. وتحدث النائب التنفيذي لرئيس العمليات في أرامكو السعودية عن المتطلبات المهمة التي تؤدي إلى الارتقاء بمستوى الأنشطة المتعلقة بصناعة المواد الهيدروكربونية في سبيل تحقيق التنمية المستمرة للاقتصاد السعودي وتنويع مصادره وذلك عبر توفير المواد والخدمات اللازمة لهذه الصناعة من داخل المملكة وتبادل المعارف والخبرات في هذا المجال مع المؤسسات والشركات السعودية وإيجاد المزيد من الفرص الاستثمارية وخاصة في مجال التكرير والتسويق لقطاع المواد البتر وكيميائية. ولفت إلى تركيز أرامكو السعودية على الابتكار باعتبار ذلك جزءًا من التزام الشركة نحو تحقيق التميز وذلك كما يظهر في التطبيقات التي تجريها الشركة في تطوير حقول البترول وتحقيق الحد الأقصى من الاتصال مع آبار ومكامن الزيت إلى جانب عمليات الأبحاث والتطوير التي تجريها الشركة في عدد من المجالات مثل الأعمال المتعلقة بنزع الكبريت وإدارة الكربون وصيغ إنتاج الوقود النظيف مفيدا أن أهم الموارد التي أدت تحقيق الشركة لكل هذه النجاحات يتمثل في مواردها البشرية فالموارد البشرية تبقى أعظم ميزة تنافسية تتمتع بها الشركة.