سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ندوة الجوف: الأزمة ألقت بظلالها على اقتصاد المملكة النفطي ومتانته قللت من التأثيرات منتدى الأمير عبد الرحمن السديري نجح في تنظيم أقوى ندوة سعودية عن الأزمة العالمية
نجح المسؤولون عن منتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية, في تنظيم أقوى وأجرأ ندوة سعودية للحديث عن تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي, اتخذت الشفافية والمصارحة منهجاً لها رغم تنوع المشاركين فيها بين اقتصاديين من القطاع الحكومي وآخرين من الخاص. وجاءت الندوة التي تم تنظيمها في الجوف واختتمت أعمالها الأسبوع الماضي, لتواكب المتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية, ومدى علاقتها بالاقتصاد السعودي وقطاعاته, معتمدة على نجاحها في إقناع أكثر من 50 شخصية اقتصادية سعودية نجحت في إثراء الندوة بالدراسات العلمية المهمة عن الأزمة العالمية. وفي هذا الصدد, قال الدكتور زياد بن عبد الرحمن السديري أحد المسؤولين عن منتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية, إن الندوة أتت لتناقش الأزمة المالية العالمية ومسبباتها وتحديد آثارها المتوقعة على الاقتصاد السعودي, إضافة إلى مناقشة طرق تلافي وقوع مثل هذه الأزمات في بلادنا. ولفت السديري إلى أهمية مثل هذه الندوات في توضيح الأساليب الصحيحة لمواجهة هذه الأزمة في جميع القطاعات الاقتصادية في المملكة, خصوصًا أن هذه الندوة تجمع أهم العقول الاقتصادية في المملكة والتي شاركت بأوراق عمل قوية تعتمد على دراسات علمية دقيقة. وأوضح أن الهيئة المشرفة على المنتدى أخذت على عاتقها إقامة ندوة في كل عام مرة في الجوف وأخرى في الغاط لمناقشة آخر المستجدات على جميع الأصعدة بشكل يخدم الوطن ومجتمعه, ويجلب المنتدى أقوى المشاركين في الموضوع الذي تتناوله الندوة. وكرمت الندوة خلال حفل افتتاحها شخصية المنتدى لهذا العام وهو الدكتور فيصل بن صفوق البشير الاقتصادي والمخطط المعروف عضو الهيئة الاستشارية لمجلس الاقتصاد الأعلى, والذي قدم خطاباً صريحاً بعد تكريمه عن مسيرة التنمية في المملكة والمعوقات التي تواجهها. إلى ذلك, أكد المشاركون في الندوة تأثر اقتصاد المملكة بالأزمة المالية العالمية باعتباره اقتصاداً نفطياً بالدرجة الأولى, غير أن المقومات الاقتصادية المتينة له قللت من تأثيرات هذه الأزمة. وأشار هؤلاء إلى أنه بالنظر إلى أن الاقتصاد السعودي اقتصاد نفطي بالدرجة الأولى فإن الأزمة مع تسببها في انخفاض أسعار النفط ستجعل بعض القطاعات الاقتصادية تتأثر بصورة مباشرة, لافتين إلى أن نحو 60% من صادرات المملكة نفطية وستتأثر بصورة مباشرة من الأزمة, وانخفاض الصادرات يؤثر بدوره على الدخل القومي. وتحدثوا عن تداعيات قد تحدثها الأزمة المالية التي يمر بها العالم على اقتصاد المملكة سواء بصورة مباشرة أو غير ذلك, ومن ذلك تأثيرها على القطاع النقدي والمصرفي تبعاً لانخفاض أسعار النفط. وفي الجانب الآخر فإن هناك اقتصاديين أبدوا تفاؤلاً كبيرا بقدرة الاقتصاد السعودي على تجاوز الأزمة دون تأثر كبير بها, متوقعين أن يحقق اقتصاد المملكة نمواً حقيقيا خلال العام الجاري قد تصل نسبته 4.9% غير أن هذا النمو قد يتراجع إلى 4.3 في العام 2009م. ولم تخل الندوة من تكرار أكثر من خبير اقتصادي بأن للأزمة ايجابيات على المستهلكين في السعودية, منها انخفاض معدلات التضخم بنسبة كبيرة تبعاً لانخفاض أسعار السلع الأساسية وأجور العقارات نتيجة انخفاض في تكاليف مواد البناء وأجور النقل, مستندة على انهيار في أسعار النفط خلال فترة وجيزة تأثراً بالأزمة. وبذل القائمون على مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري جهوداً كبيرة من أجل إنجاح الدورة الثانية لمنتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية, وكان على رأس القائمة فيصل بن عبد الرحمن السديري والدكتور زياد بن عبد الرحمن السديري والدكتور سلمان بن عبد الرحمن السديري وكافة منسوبي المؤسسة. ونظمت مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية زيارة للوفد الاقتصادي على آثار الجوف ومعالمها السياحية والثقافية, واشتمل البرنامج على زيارة قلعة زعبل الواقعة على رأس جبل في الطرف الشمالي الغربي لمدينة سكاكا, ويتداول الأهالي قصصاً أسطورية عن هذه القلعة ووقوفها صامدة في وجه الغزاة الذين أرادوا هدمها لأهميتها الإستراتيجية. كما زار الوفد بئر سيسرا المحيطة بالقلعة من جهة الجنوب, واتجه بعد ذلك إلى المكتبة العامة بدار العلوم بالجوف حيث شاهد الجميع اصدارات المكتبة والمعلومات التي تميزت بتوفيرها مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري على مدار 40 عاماً من تاريخ المؤسسة.