يبدو أن أمطار "الوسمي" والتي هطلت بغزارة هذا العام قد جاءت في وقت مناسب جدا مواكبة بداية العام الدراسي الجديد غداة توجه آلاف الطلاب والطالبات إلى مدارسهم بغية تحقيق آمالهم وأمانيهم وأحلامهم وطموحاتهم.. وهي ذات الآمال والأماني التي يتطلع إليها المجتمع قاطبة. هطول الأمطار والعطاء الإلهي والذي قوبل بفرح عارم من الجميع كشف عن وجه آخر ربما لم يكن في حسبان المسؤولين في تعليم البنات أن تؤدي أمطار الخير والبركة إلى كشف النقاب عنه وتعريته أمام المجتمع وبتلك السرعة ولتفتح معه ملفاً كبيراً يتضمن الكثير من الأسئلة عن أوضاع مدارس البنات المستأجرة.. وتهالك مبانيها.. وسوء بيئاتها التعليمية وتدني مستوى الشبكات الكهربائية والسباكة.. وليطرح أيضا سؤالا عريضا ومهما وهو "ماذا كانت تفعل فرق المشاريع والصيانة طيلة فترة الصيف؟؟ ثم ما الخطط التي أنجزتها تلك الإدارات لإيجاد المباني البديلة طيلة السنوات الماضية". في مدينة الرياض وبالتحديد مع نزول المطر بدأت عيوب مباني مدارس البنات المستأجرة بالظهور ولتشيح اللثام عن الخلل الذي تحول هذه المرة إلى درجة الخطورة البالغة على حياة الإداريات والمعلمات والطالبات. فهذه المدرسة "105" المتوسطة للبنات وبسبب الالتماس الكهربائي تضطر إدارة المدرسة للاتصال على أولياء الأمور وفي الصباح الباكر كي يسارعوا في الحضور لإخلاء المدرسة من الطالبات بأقصى سرعة خوفا على حياتهن.. وهو فعل يحسب لإدارة المدرسة ومعلماتها المخلصات لا لأولئك المسؤولين القابعين في أماكنهم وكأن الأمر لا يعنيهم!! أما المدرسة "201" الابتدائية للبنات بالرياض والآيلة للسقوط بتقارير فنية منذ أكثر من سنة نتيجة لقدم مبناها المستأجر منذ أكثر من عشرين عاما فقد أعلنت الاستنفار في ذلك اليوم الماطر وأخلت المدرسة تفاديا لحدوث أي مكروه للصغيرات.. وبجهود فردية مشكورة من هيئة المدرسة من إداريات ومعلمات!! ما حدث في المدرستين مؤكد أنه قد جرى في مدارس مستأجرة أخرى دون أن يتحرك المعنيون.. وفي الوقت الذي كان فيه أولياء الأمور بانتظار الحلول الجذرية العاجلة إلا أن ما قدرت إدارة التعليم على فعله هو نقل دوام الطالبات من الفترة الصباحية إلى المسائية.. ولتنقل المعاناة إلى أسر الطالبات.. والى الصغيرات اللاتي حولن قسرا من الصباح إلى المساء لا لذنب جنينه .. ولكن ليتحملن تقصيرا لإدارة التعليمية ومسؤوليها القاعدين خلف مكاتبهم الوثيرة والدافئة والمعزولة تماما عن تأثير العوامل الجوية. السؤال هل تسارع إدارة التربية والتعليم للبنات بالرياض إلى إصلاح الأوضاع ونقل المدارس وبأقصى سرعة ممكنة إلى مبان مناسبة؟؟ أم أنها ستنتظر لحين تعرض المدارس للمزيد من الأخطار؟وتضاعف من معاناة أولياء الأمور والطالبات بالاستمرار في الدوام المسائي وهو الحل الذي تفتقت عنه عبقرية القائمين على تربية وتعليم بناتنا اللائي لاحول لهن ولا قوة.