بدأ الجنرال ميشال عون رئيس "التيار الوطني الحر" اللبناني العدو اللدود لسورية زيارة مثيرة للجدل إلى دمشق أمس وسط دهشة المراقبين وانتقاد زعماء ( 14آذار) في لبنان. وقال عون الذي وصل إلى دمشق بالطائرة الرئاسية السورية والتقى فور وصوله الرئيس السوري بشار الأسد أن صفحة جديدة فتحت بين تياره المسيحي المعارض وسورية. وقال عون في مؤتمر صحافي في قصر الشعب (القصر الرئاسي) "نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر إنما عودة لعلاقات طبيعية مرتكزها الانفتاح" - على حد تعبيره -. وخصت دمشق خصمها السابق باستقبال رسمي يخصص عادة لكبار الشخصيات الرسمية، ففرشت له السجادة الحمراء واستقبله على أرض مطار دمشق الدولي نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واستقبل الأسد عون والوفد المرافق له الذي يضم قياديين من حزبه بينهم أربعة نواب ثم عقد واياه خلوة مطولة استمرت زهاء ساعتين. وهي الزيارة الأولى لعون إلى سورية منذ تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية في 1988.وأثارت زيارته عاصفة من ردود الفعل في لبنان لا سيما من فريق 14آذار (الأكثرية النيابية) الذي اعتبر أن عون "يزور من ينتمي إليهم بالولاء"، بحسب تعبير منسق الأمانة العامة لقوى 14آذار النائب السابق فارس سعيد. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في آذار (مارس) 1989.وعاملته القوات السورية وقتها كمجرم حرب. وأطاحت به في تشرين الأول (أكتوبر) 1990عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها إلى فرنسا. وعاد عون إلى بيروت في آيار (مايو) 2005بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان. ووصف عون زيارته إلى سورية ب "عملية القلب المفتوح" لأنها تهدف إلى "تنقية الوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي"، مؤكداً أن "ما كان يعتقد أنه مجرم أصبح حلالاً وحلالاً جداً" ويعد "بمستقبل زاهر" - على حد تعبيره -. ورفض عون اعتبار الحفاوة التي استقبله بها السوريون "اعتذاراً" عما ارتكبوه خلال وجودهم العسكري في لبنان على مدى ثلاثة عقود، معتبراً أن "ما جرى هو تكريم وليس اعتذاراً". ولعب عون على الكلمات عندما زعم أن ما كان بينه وبين سورية "ليس عداوة بل خصومة".