@@ قلت يوم أمس.. @@ إن الشعوب الإسلامية.. ومنها.. ملايين الحجاج القادمين إلى هذه البلاد لأداء الفريضة لهذا العام.. @@ قد اتخذت مبادرات عدة.. نحو التأكيد على أن الإسلام دين الله الحق.. وأن التمسك به.. والعمل على نشره في كل أرجاء الدنيا.. إنما يرجع إلى نظرته (المتفتحة) نحو كل الحضارات.. واستيعابه للإنسان الآخر في كل مكان.. @@ واليوم أضيف.. @@ ان استقبال العالم.. بشعوبه.. ودوله.. ومؤسساته.. لمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. نحو دمج الحضارات في فهم إنساني موحد.. يقوم على أساس التعايش بين الشعوب.. وتقاسم المصالح.. قد أكد بعد قمة نيويورك الأخيرة.. أن العالم بدأ يفهمنا على حقيقتنا.. وأن الإسلام لم يعد -من وجهة نظر الدول والشعوب الأخرى- دين عنف.. وقتل.. وتدمير.. وإرهاب.. وإنما هو دين محبة.. وتسامح.. وتعايش.. @@ وفي ظل هذا الاحتفاء الدولي.. بمبادرة الملك.. يتعاظم تمسك الشعوب الإسلامية بعقيدتها.. ووعيها بعظمة الثوابت والمرتكزات التي تقوم عليها.. في الوقت الذي أدركت فيه خطأ الفهم المغلوط لهذا الدين حتى لدى بعض المنتمين إليه.. أو المحسوبين عليه.. @@ ولا شك أن رسالتنا التي بلغت كل مكان في هذه الدنيا.. ترتب علينا.. نحن هنا في المملكة العربية السعودية.. أنماطاً أخرى من العمل الجاد.. والمتنوع.. والضخم.. لدمج هذه الملايين في الفكرة التصحيحية عن الإسلام.. @@ وإذا كان هذا لم يتأتَ لنا هذا العام.. @@ فإنه لابد وأن تكون لنا إستراتيجيتنا الخاصة.. بالتعامل مع هذه الأفواج الضخمة.. وقبل ذلك مع دولها.. بدءاً من العام القادم ومؤسساتها لدمج أبناء هذه الأمة في هذا التوجه.. وفي تهيئته لاستيعاب نظرية التعايش.. وتجسيدها في حياته اليومية.. وفي فكره.. ومعاملاته.. وحركاته.. وسكناته.. لإحداث التحول الشامل نحو فهم العقيدة على وجهها الصحيح.. @@ وبمعنى آخر.. @@ فإن استثمار هذا التجمع العظيم.. محتاج إلى حملة إعلامية.. وثقافية ترافقها خطط وبرامج تنظيمية.. لجعل هذه الجموع على إدراك كامل لحقيقة العقيدة الإسلامية.. التي أصابها الكثير من التشويش في السنوات الأخيرة.. وتهيئتها لفكرة التعايش والاندماج في الجهد المبذول الآن.. لصنع مجتمعات متجانسة.. @@ فالمواطنة (أولاً).. @@ والمصالح (ثانياً).. @@ والإنسانية (ثالثاً).. @@ تعتبر قواسم مشتركة عظمى.. يمكن البناء عليها.. والتعامل من خلالها.. ليس فقط داخل الوطن الواحد.. وإنما بين الوطن وغيره من الأوطان الأخرى.. @@ وسوف تدرك المجتمعات الإسلامية.. أن هذا "التفهم" و"التفاهم" كفيلان بتحسين الكثير من أسباب العيش المضطرب داخل المجتمعات متعددة الأديان.. فضلاً عن أنهما سيقودانه إلى استيعاب الآخر.. مهما كانت ديانته.. ومهما كانت ثقافته.. أيضاً.. @@ وبالتالي فإن الكثير من الصراعات.. والمصادمات التي تشهدها بعض الدول الإسلامية في مختلف أرجاء الأرض.. ستختفي إلى الأبد.. بل وسوف تتحول إلى مصدر قوة للشعوب.. عندما تجد نفسها موحدة التفكير.. موحدة الأهداف.. وموحدة الجهود في سبيل قيام مجتمعات متماسكة.. وقادرة على استثمار إمكاناتها الضخمة لبناء حضارة إنسانية مشتركة بالتعاون مع الآخر.. @@ لكن هذا المستوى من الانصهار.. وإن كانت الشعوب مهيأة له.. محتاج إلى جهود ضخمة.. وإرادة حقيقية من الدول الإسلامية.. تجعلها تتغلب على بعض السياسات والتوجهات التي لا تستوعب حاجة الأمة إلى التعاون.. والالتفاف.. والتضامن.. بدرجة كافية.. ضمير مستتر: @@ (الدول التي لا تفكر في مصالح الأمة.. لا تستطيع معالجة مشاكلها.. وتوتراتها الداخلية الحساسة).