لم يدر بخلد وافد باكستاني في العقد الثاني من عمره أن اتصاله للاطمئنان على صحة جاره وهو من أبناء عمومته سيكون الخيط الذي أوصل ضابط التحقيق له ولشريكه الذي أشترك معه في السرقة. وفي التفاصيل أن وافداً باكستانياً يعمل ميكانيكياً بإحدى الورش الصناعية بشارع الحج بمكة أخذ أسرته آخر الأسبوع للتنزه في جدة وقد أغلق منزله بإحكام وعندما عاد في منتصف الليل لمنزله بحي العتيبية ودلف لداخل المنزل وجد أنه قد تم العبث بمحتويات المنزل فاتجه مسرعاً للغرفة التي بها خزينة نقوده وصعق حيث وجد أن اللص قد حمل الخزينة معه وغادر المنزل فلم يتوانى أن يبلغ عمليات الأمن بذلك حيث لم يكن أمامه إلا الله ثم رجال الأمن وقد باشرت الموقع فرقة أمنية بقيادة الملازم أول بندر العصيمي ضابط التحقيق بقسم شرطة جرول وبمتابعة من مدير القسم العقيد - عتيق بن ضيف الله الجعيد وتم معاينة مسرح الجريمة ورفعت البصمات من الموقع وأثناء حديث المجني عليه الوافد الباكستاني مع ضابط التحقيق وهما في مسرح الجريمة أن أحد جيرانه وهو من أبناء جلدته اتصل به قبيل منتصف الليل ليطمئن عليه وعلى أسرته ولم يخبره أنه شاهد أحداً في منزله فتفحص ضابط التحقيق هاتف المنزل فوجد أن ذلك الجار قد اتصل أيضا على هاتف المنزل بعد اتصاله على الجوال وفي الحال وبعد الانتهاء من رفع البصمات من الموقع وأثناء خروجهم من المنزل طلب ضابط التحقيق من المجني عليه أن يدله على منزل جاره الذي اتصل عليه فتعجب الوافد من سؤاله ولكنه أرشده للمنزل فاتجها للمنزل حيث طرقوا الباب وطلبوا من رب الأسرة أن يحضر ابنه وعندما أحضره طلب منه ضابط التحقيق الحضور معه للقسم فذهل المجني عليه. كيف لضابط التحقيق أن يخالجه الشك في جاره. ماذا يقول ذلك الوافد للجيران، بعد أن شك في جاره وأحد أبناء جلدته !! فطلب من ضابط التحقيق عدم اصطحاب جاره لقسم الشرطة حفظاً لماء وجهه أمام والده وأقاربه. ولكن ضابط التحقيق أخبر المجني عليه بأن اصطحابه لن يطول اكثر من بضع دقائق وسيطلق سراحه. وما أن وصلا لقسم الشرطة وباشر معه الضابط التحقيق إلا واعترف بجريمته وأخبر أنه وشخص آخر من بني جلدته في العقد الثالث من عمره جار ثالث لهم خططا لسرقة جارهم منذً شهر شوال وأخذا يتربصان بالجار وأسرته ويتحينان الفرصة التي يخلو فيها المنزل منهم جميعاً ورصدوا لهم ذلك المساء الذي غادروا فيه إلي جدة وبعد أن أطمأنوا من خلو المنزل تسللا لداخله وبحثوا عن خزينة النقود وحملوها بكاملها إلى سطح منزل أحدهما وفتحا الخزينة وسلبا ما بداخلها من نقود تزيد عن ( 60ألف ريال) وأخفيا الخزينة تحت قطعة برميل ريثما يتمكنان من رميها بعيداً عن الحي وفي الحال تم احضار الشريك الثاني الذي شارك في الجريمة وصدق اعترافهما شرعاً بما قاما به وتم إيداعهما السجن العام تمهيداً لمحاكمتهما شرعا