استطاع مُجتمعنا في العقدين أو الثلاثة الماضية أن يتخلص إلى حد كبير من أبرز سلبيات القبيلة، كالعصبية المقيتة للقبيلة والعادات الجاهلية التي كثيراً ما تتنافى مع تعاليم الإسلام وتعيق أي محاولة لزيادة التقارب والتلاحم بين أفراد المجتمع، ومع الأسف ظهر بيننا اليوم شياطين لا تكتفي بمحاولة إثارة النعرات القبلية بالأساليب القديمة بل تحاول (ابتداع) جاهليات جديدة لن تكون نتائجها مغايرة لنتائج الجاهلية الأولى، وأبرز أساليب الجاهلية الجديدة أرقام (مُنتنة) يقوم ضعاف العقول بكتابتها في أماكن متفرقة كالزجاج الخلفي لسياراتهم أو على الجدران أو في أي مكان تتاح رؤيته، زاعمين بأن لكل قبيلة رقماً يدل عليها! وكان لبعض العلماء والدعاة والكُتاب المعروفين صوت قوي في التحذير من تلك السخافات، والتحذير من مظاهر العودة إلى العصبية القبيلة، وكان للشعر أيضاً مساهمة في استنكار مثل هذه المظاهر، فالشاعر المبدع هادي بن شنيف يُعبر في الأبيات التالية عن موقفه من الأرقام التي تُدعى زعماً (أرقام القبائل): بدعه تجول مع العرب شانها هام يسرج لها الغاوي مع الجيل خيله يسعى بها الجاهل مع الخاص والعام لو قال أصيله.. قلت ما هيب أصيله هذي دخيلة شر في دين الإسلام والمحدثات وكل بدعه ضليله مدري غرور صابت الناس وأوهام وإلا بدا الكذّاب يوخذ بقيله ناس يسمون القبايل بالأرقام مافيه رقم تنتمي له قبيله أسماء القبايل في دواوين الأحكام والرقم يا أهل العرف من ينتمي له؟ شوفوا خطاهم يا رجاجيل الإعلام ما ينتزين فالضلال وسبيله اللي منوّل رابض فالعرب قام هام الطويل وقام يومي شليله وعلم يخالف عن تواريخ الأقلام لا أحد يجيبه لين يوجد دليله من يقرب الجرباء تورث له أسقام ترث مرض تضيع به كل حيله وصلوا عدد من حج من صام من قام على النبي واعداد رش المخيلة