أعرب رئيس تيار المستقبل اللبناني النائب سعد الحريري عن أسفه للاعترافات المزعومة التي بثها التلفزيون السوري بشأن وجود علاقات بين جماعات متطرفة وتيار المستقبل "في الوقت الذي تقبل فيه سوريا ولبنان على مرحلة إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين". وقال الحريري، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقب لقائهما بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة الليلة قبل الماضية: إنه شيء مؤسف ونحن قادمون على إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا، أن تعرض الجمهورية السورية هذه الاعترافات على التليفزيون السوري وأن تتهم تيار رفيق الحريري "تيار الانفتاح والعروبة والحوار والاعتدال والاقتصاد بهذه التهم المتلفزة والمركبة على تيار المستقبل، بدلا من أن تذهب إلى القضاء اللبناني". وأضاف الحريري: هناك مطالب أساسية لدينا في لبنان هي أن نقيم علاقات دبلوماسية وأن نكرس العلاقة بين سوريا ولبنان "بعلاقة دبلوماسية محصنة" حتى يكون هناك ندية في العلاقات بين البلدين . ووجه الحريري الشكر للجامعة العربية على تبينها إتفاق الدوحة الذي أتى بالاستقرار إلى لبنان، وقال: نحن مقبلون على مرحلة جديدة هي الانتخابات النيابية المقرر عقدها في شهر مايو أو يونيو المقبلين، مضيفا: أنه يهمنا أن تجري الإنتخابات دون أي أحداث خطيرة، معربا عن تطلعه أن تقف الجامعة العربية دائما إلى جانب لبنان في كل المراحل. وحول موضوع سلاح حزب الله وهل بحث مع الأمين العام للجامعة العربية تنفيذ بنود اتفاق الدوحة في هذا الشأن، قال سعد الحريري: إن موضوع سلاح حزب الله أو الاستراتيجية الدفاعية سيكون حولها حوار هادئ وبناء، متوقعا أن يكون حوارا طويلا وله عدة مراحل، وإذا احتجنا مساعدة الجامعة سوف نطلبها ولكن الآن هناك حوار لبناني سيدور بين الفرقاءاللبنانين على أساس أن نحدد ما وظيفية الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، لافتا الى أنه ليس هناك تقدم في هذا الشأن. وفيما يتعلق بتطورات المحكمة الدولية، نوه الحريري بقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إن المحكمة الدولية سوف تبدأ في شهر مارس، وهذا ما كنا نسعى إليه دائما، فنحن كنا وراء العدالة ووراء كل المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال رفيق الحريري وكل شهداء 14آذار وثورة الأرز أن يدفعوا الثمن، نحن نريد أن يعاقب من ارتكب الجريمة، ولسنا وراء الانتقام ولكننا وراء العدالة وأي نتيجة تعلن عنها الأممالمتحدة سنقبلها" . ومن جانبه، وردا على سؤال حول إمكانية تشكيل لجنة تقصي حقائق عربية حول ما بثه التلفزيون السوري من مزاعم، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى: إن الجامعة ترى أن العلاقة السورية- اللبنانية علاقة خاصة ويجب أن تكون على أفضل درجة ممكنة من التعاون والتواصل، وهناك بعض مواقف التي تؤدي إلى صعوبات في مسار علاقات، وهذه الصعوبات يجب أن تعالج بطريقة هادئة وليس بطريقة علنية. وجدد موسى التأكيد على حرص الجامعة العربية على لبنان كبير، مشددا في الوقت نفسه على أن حرص الجامعة على العلاقة السورية - اللبنانية كبير، وقال: سوف نستمر لوضع هذه العلاقات على الطريق السليم وتشذيبها من كل يمكن أن يزعج هذا المسار. وأشار موسى الى أن موضوع لبنان ومستقبل لبنان حاضر في أذهاننا جميعا باعتبار ما لهذا البلد العزيز في نفوسنا من قدر. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد أكد خلال لقائه، "الخميس" سعد الحريري التزام بلاده بمساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية في هذه المرحلة الهامة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. وأشار أبو الغيط إلى استعداد مصر لتفعيل هذه المساندة من خلال عمل جاد ومتواصل مستمر مع مختلف الأطراف اللبنانية والتي تقف مصر على مسافة واحدة متساوية منها .