بدا امس ان القراصنة الصوماليين يستعجلون تلقي الفدية بقيمة 25مليون دولار لقاء الافراج عن ناقلة النفط السعودية العملاقة "سيريوس ستار" قبل ثلاثة ايام من انتهاء المهلة التي حددوها لذلك. ودعا المتحدث باسم القراصنة الذين خطفوا الناقلة في 15تشرين الثاني/يناير في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس امس الشركة المالكة للناقلة الى تسريع المفاوضات بما يخدم مصالح المالكين وافراد الطاقم والخاطفين انفسهم. وقال محمد سعيد الذي يقدم نفسه ايضا على انه عضو في فريق القراصنة المفاوضين "نطلب من اصحاب ناقلة النفط السعودية اقامة حوار نزيه بغية انهاء هذه الازمة". واضاف "يجب ان يتصلوا بالقبطان وبعناصرنا على متن سيريوس ستار حتى نتمكن من تسريع المفاوضات". ورأى ان "الانتظار طويلا يسيء الينا والى اصحاب الناقلة والى طاقم السفينة. نحن لا نوجه تهديدات لكننا نحثهم على ان يكونوا نزيهين". ويطالب القراصنة بفدية قدرها 25مليون دولار تمثل 10% من قيمة ناقلة النفط العملاقة البالغة 150مليون دولار وثمن حمولتها من 300الف طن من النفط البالغ 100مليون دولار. وخلال اول اعلان رسمي عن قيمة الفدية حدد القراصنة مهلة حتى 30تشرين الثاني/نوفمبر لدفعها. وقال محمد سعيد آنذاك "امام السعوديين عشرة ايام لتلبية (الطلب) والا فسوف نتصرف بطريقة قد تكون كارثية"، بدون اضافة اي توضيحات. وترسو الناقلة التي هاجمها القراصنة وسط المحيط الهندي منذ عشرة ايام في منطقة هرارديري احد معاقل القراصنة الصوماليين على مسافة 300كلم شمال مقديشو. ويشكل خطف ناقلة النفط هذه البالغ طولها 330مترا اكبر عملية يشنها القراصنة الصوماليون الذين هاجموا اكثر من مئة سفينة منذ مطلع السنة. وازاء تزايد الهجمات، ارسلت الاسرة الدولية تدريجيا بوارج حربية الى مياه خليج عدن والمحيط الهندي بموافقة مجلس الامن الدولي لمحاولة ضمان امن خط الملاحة الاستراتيجي هذا بالنسبة للتجارة الدولية ولا سيما حركة شحن المحروقات. وفي اطار هذه الجهود، دمرت البحرية الهندية في 18تشرين الثاني/نوفمبر سفينة عرفت عنها على انها "سفينة ام" للقراصنة. والسفن الام التي لا يعرف عددها بالضبط هي سفن استولى عليها القراصنة فجعلوا منها قواعد عائمة حقيقية تمكنهم من توسيع نطاق تحركهم باطلاق هجمات في عرض البحر. غير ان المكتب البحري الدولي اعلن امس ان السفينة التي دمرتها البحرية الهندية كانت سفينة تايلاندية لصيد السمك استولى عليها القراصنة، فيما نفت البحرية الهندية الامر مؤكدة انها فتحت النار في وضع الدفاع المشروع عن النفس ردا على هجوم. وقال المتحدث باسم البحرية الهندية القومندان نيراد سينها لوكالة فرانس برس ان "الفرقاطة الهندية طلبت مرارا من السفينة التوقف. لكن بعد عدة انذارات، هدد ركاب السفينة المعادية بتفجير الفرقاطة ان اقتربت. وشوهد قراصنة على متن السفينة المجهزة بقاذفات صواريخ". واكد ان السفينة الهندية لم تفتح النار الا بعد تعرضها لاطلاق نار. وقال ويشارن سيرشايكاوات المدير العام لشركة "تايلاند سيريشاي فيشريز" مالكة سفينة الصيد التي ترفع علم جزر الكاريباتي انه "من اصل افراد الطاقم ال16، قتل تايلاندي وعثر على كمبودي على قيد الحياة واعتبر 14اخرون جميعهم تايلانديون في عداد المفقودين".