تحاصر إسرائيل قطاع غزة حصارا محكما بسبب ادعائها أن حركة حماس ترسل صواريخ ضد المدن والقرى الإسرائيلية ناسية أو متناسية تل أبيب ان صواريخ حركة حماس هي رد لضرب إسرائيل لقطاع غزة بمختلف الأسلحة لأنها غير راغبة في بقاء حركة حماس في السلطة حتى داخل قطاع غزة المحدود وتضع من العراقيل لتمنع المفاهمة الفلسطينية بين حماس وفتح لأن الخلاف بينهما يخدم مصالح إسرائيل الرامية إلى تجسيد شكلها الكبير فوق الأرض التي تحتلها منذ العام 1967م. هذا الحصار الإسرائيلي اللاإنساني لقطاع غزة رفع سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون إلى توجيه هجوم عنيف الى إسرائيل خصوصا بعد أن حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من كارثة إنسانية بقطاع غزة لو استمر الحصار الإسرائيلي عليها. طالب صائب عريقات بضرورة رفع الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجاء هذا الطلب بعد لقائه القنصل الأمريكي العام في القدس جاك دالاس على اعتبار انه يمثل مصلحة فلسطينية عليا، واطلع من ناحية أخرى ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الفلسطينية سيرجي كرزوف على العدوان الإسرائيلي الشامل لقطاع غزة موضحا له حاجة الشعب الفلسطيني الملحة في حماية أرواحهم وتعزيز صمودهم والحفاظ على بقائهم فوق أراضيهم والواقع الخطير القائم بالحصار المحكم لقطاع غزة دفع سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون الى توجيه هجوم عنيف ضد إسرائيل، وهو يمثل أعنف موقف له منذ توليه مهام منصبه، وأعرب عن اسفه لعدم استجابة تل ابيب لندائه المتكرر المطالب بالسماح لدخول المساعدات الدولية الى سكان قطاع غزة المحاصرين، وذلك بالرغم من اتصاله برئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة ايهود اولمرت وطلب منه ان يقدم سهولة الحركة لموظفي الأممالمتحدة حتى يستطيعوا الوصول الى قطاع غزة وتقديم العون لهم، أعلنت المتحدثة باسم سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون، السيدة ميشيل منوتاس عن القلق العميق لدى الأممالمتحدة من استمرار إسرائيل في اغلاق المعابر، وفي الوقت نفسه عبرت عن ادانتها لاطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة الى الأهداف المدنية في اسرائيل غير انها أكدت ان ذلك لا يبرر ابدا تجويع الإنسان المدني في قطاع غزة وفرض العقاب عليهم بالصورة القائمة الآن في قطاع غزة. من ناحية أخرى انتقد الدكتور أكمل الدين احسان اوغلو امين عام منظمة المؤتمر الإسلامي اغلاق إسرائيل المعابر المؤدية الى قطاع غزة واصفاً ذلك في تصريحه بالعار في ظل الحضارة الإنسانية المعاصرة ودعا اللجنة الرباعية الدولية لمواجهة الموقف الإسرائيلي المتعنت ضد الإنسان الفلسطيني الذي يواجه الموت جوعاً. حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من كارثة إنسانية في قطاع غزة تفوق في حجمها كل الحسابات ويزيد من الكارثة ان مخازنها خالية وطالبت دول العالم بالاسراع في تقديم العون لها حتى تستطيع القيام بواجبها الدولي تجاه قطاع غزة بعد الزام اسرائيل فك الحصار عنها، وجاء نتيجة لهذا النداء حملة أوروبية ترمي الى رفع الحصار عن قطاع غزة مع حملة أخرى مزامنة تهدف الى جمع الأدوية والمستلزمات الطبية من عدة دول اوروبية لارسالها الى قطاع غزة. تجاهل ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي نداء جون هولمز مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية الذي طالب بفتح المعابر لقطاع غزة لتمر منها المساعدات الإنسانية التي ترمي الى اغاثة الإنسان الفلسطيني، ولم يكتف ايهود باراك بتجاهل النداء وانما امر في اعقاب اجتماع حكومي بابقاء المعابر الى قطاع غزة مغلقة لليوم العشرين بحجة استمرار اطلاق الصواريخ على البلدان والمواقع العسكرية القريبة من قطاع غزة. وعلى الرغم من هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت قامت حملة اوروبية بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة لجمع الأدوية والمستلزمات الطبية من عدة دول بهدف ارسالها الى قطاع غزة المحاصر منذ سنة ونصف، وقال جون هولمز في بيان له ان الإجراءات التي تزيد من المصاعب والمعاناة على المدنيين في قطاع غزة غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً. اعرب سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون عن اسفه لعدم استجابة إسرائيل لطلبة بالسماح دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووصف ذلك بالتعنت وعدم تقدير المسؤولية التي تتطلبها حماية الإنسان المدني، ومع ذلك حث بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على احترام استمرار اتفاق التهدئة الساري المفعول من يوم 19يونيو من العام الماضي 2007م. أكدت الحملة الشعبية الأوروبية في بيان صحفي لها وزع في قطاع غزة انها بدأت بالفعل منذ مطلع الشهر الحالي نوفمبر من عامنا هذا 2008م حملتها الموسعة لجمع الأدوية والأجهزة الطبية من أنحاء مختلفة من سويسرا وايطاليا وغيرهما من بلدان أوروبية أخرى. وأكد البيان الصحفي ان التجاوب مع هذه الحملة كان إيجابيا للغاية، وأعلن بأن الهدف من هذه الحملة تقديم العون والمساعدة لمليون ونصف المليون فلسطيني واقعين تحت الحصار في قطاع غزة بسبب اغلاق إسرائيل لكل المعابر المؤدية لها، وأكدت بان كل ما سيتم جمعه من أدوية وأجهزة طبية سوف يتم ارساله الى قطاع غزة اما عن طريق البر او عن طريق البحر مؤكدة بأن هذه الحملة ستتبعها حملات أخرى مماثلة حتى يتم رفع الحصار كليا عن قطاع غزة من دون ان توضح كيفية الخلاص من الحصار الاسرائيلي الذي تفرضه بصورة مشددة على قطاع غزة منذ 15يونيو من العام الماضي 2007م بعد ان سيطرت حركة حماس على كل الأوضاع في قطاع غزة ولا تزال اسرائيل تواصل اصرارها على اغلاق كل المعابر المؤدية الى قطاع غزة وتتجاهل بعمد كل التحذيرات الإنسانية المضرة لسكان قطاع غزة.