جرائم (اسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني منذ اجتماع أنابوليس اضحت لا تحتمل على المستوى الدولي. فقد فتح "أنابوليس" حمام دم ضحيته هم الفلسطينيون. أخيراً الأمين العام للأمم المتحدة، باني كي مون، حاول أن يبين أن هناك صوتاً دولياً حين دعا (اسرائيل) الى ممارسة اعلى درجات ضبط النفس في مواجهة الصواريخ الفلسطينية والكف عن قتل المزيد من الفلسطينيين المنسيين دولياً. الغريب في نداء الأمين العام للامم المتحدة انه وجهه في البداية الى الضحية وهم الشعب الفلسطيني حين قال: "الدعوة الى انهاء العنف في غزة الذي يؤثر على الكيانات في جنوب (اسرائيل)". الأمين العام للأمم المتحدة لم يتوقف عن تحميله الجانب الفلسطيني المسؤولية حيث ذهب الى القول في بيان صحافي صدر عنه صباح امس السبت، (بتوقيت الرياض) "إنني أكرر الدعوة للوقوف الفوري لهجمات القناصة الفلسطينيين واطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائل) (؟!). أما حيال الجانب الإسرائيلي فإن بان كي مون لم يبد سوى أن ما يحدث في غزة سيدمر ما انجزه العالم في أنابوليس. وقال دبلوماسي عربي بارز ل "الرياض" ان بان كي مون بانحيازه السافر الى (اسرائيل) رغم جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني قد دمر الأممالمتحدة. وفي الإطار ذاته قال جون هولمز كبير مسؤولي الاممالمتحدة للشؤون الإنسانية ان (اسرائيل) لها الحق في الرد على ما وصفه التهديدات الامنية لكن يجب عليها الا تمارس سياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة بسبب هجمات صاروخية تنطلق من الأراضي الفلسطينية. وانتقد هولمز قرار (اسرائيل) اغلاق جميع المعابر الحدودية وهو ما منع توصيل شحنة مساعدة من الأممالمتحدة الى 1.5مليون شخص يعتمد معظمهم على المساعدات الاجنبية. وقال هولمز مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية "اننا جميعا نفهم المشكلات الامنية والحاجة الى الرد على ذلك ولكن العقاب الجماعي لسكان غزة ليس في اعتقادنا السبيل المناسب للرد". وقال هولمز انه يخشى من احتمال خروج العنف في غزة عن السيطرة ويزيد من تدهور الوضع الإنساني. واضاف "اعتقد انها ازمة (إنسانية) بالفعل". وقتلت (اسرائيل) 35فلسطينيا على الاقل في قطاع غزة الاسبوع الماضي في اطار ما وصفه مسؤولون بأنه تصعيد لحملة للضغط على (حماس) لكبح جماح الفدائيين الذين أطلقوا أكثر من 110صواريخ على (اسرائيل) في الايام الثلاثة الأخيرة رداً على جرائمها البشعة.