حسناء فاتنة جميلة، ينضو غلائها النسيم الزاكي، تلكم هي حارة العشيما في مدينة جازان قبل حوالي إحدى وستين سنة، عندما ذكرها الشاعر المبدع محمد العقيلي رحمه الله في رائعته "جازان" وغنتها المطربة "هيام يونس" وقال فيها: (جازان) إني من هواك لشاكي فتنصتي لهزارك وفتاك أصغي إلى همسات قلب طامح متوثب الإلهام والإدراك إلى أن قال في حارة "العشيما": وتبرجت فيه "العشيما" غادة ينضو غلائلها النسيم الزاكي وقد تشرفت بحضور اللقاء الأسبوعي في مجلس الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، وعلى مائدة العشاء دار حوار حول حي العشيما، وأطراف الحوار أحد الإعلاميين وأمين منطقة جازان ومدير الشرطة. فقد بدأت أمانة جازان بعمليات إزالة هذا الحي، واعترض السكان فأين يذهبون؟ كان ذلك مثار استفسار الإعلامي الذي أردف أين دور جمعيات البر؟ وأين سيتم إيواء أولئك المساكين؟ وكانت إجابة المضيف سمو أمير المنطقة تنم عن إطلاع على الأحوال ودراية ومعرفة بالأوضاع، حين ذكر أن الإزالة تأتي حرصاً على سلامة المواطنين وحياتهم، حتى لا يصبحوا يوماً تحت الأنقاض بسبب خطورة المباني، إضافة إلى أن طبيعة الحارة قد مكنت المجهولين وضعاف النفوس من اتخاذها مأوى لهم. وهكذا فإن تلكم الغادة الجميلة أصبحت اليوم عجوزاً شمطاء تنتظر مصيرها المحتوم، فقد تعاقبت عليها السنون وعوادي الزمن، فأصبحت تشكل خطراً على سكانها، كما أن بعض الفئات بها يشكلون خطراً على أمن وسلامة المجتمع كما قال سموه. ولا شك أن هناك فئة من الملاك الأصليين القاطنين في منازل العشيما، وهم فقراء وليس لهم صلة بتجاوزات بعض الفئات القادمين إليها من غير أبنائها، وقد كانت التعويضات التي تم تقديرها ليست منصفة بل نقول أنها مجحفة، فماذا يعمل المواطن بتعويض مقداره خمسون ألفاً وأرض سبخة في مدينة عرفت بإرتفاع الإيجارات بها؟ وأمانة جازان اليوم أمام تركة ثقيلة، فلم يكن لها يد في مسألة التعويض وهي أمام أمران أحلاهما مر إما الإزالة أو تنفيذ الأوامر أو انتظار الكارثة إضافة إلى أن جازان كما يراها كل قادم إليها اليوم تمر بمرحلة تطوير، حيث الشوارع الفسيحة والمجسمات البديعة، والكورنيش الجميل، وقريباً ستكون درة البحر الأحمر وعروس الجنوب بلا منافس. وسمو الأمير محمد بن ناصر كان واضحاً وصارماً، فلا بد من التنفيذ لحماية الأرواح من خطر الإنهيارات، وكذلك حماية للمجتمع للآفات التي تصدر من هذا الحي، وسموه في الوقت نفسه على استعداد لبذل كل ما في وسعه لإنصاف ضعفاء الحي الأبرياء، ومد يد العون والمساعدة لهم والضرب بيد من حديد على من يعبث بأمن جازان. @جامعة جازان