كم مرة طلب منك الآخرون أن "تطوّل بالك"؟ وكم مرة في المقابل لم تسمع لهم وفقدت أعصابك أو تجاوزت الحدود مع الآخرين؟ وكم مرة بسبب تسرعك في الغضب تحولك إلى مخطئ بدلا من أن تكون صاحب حق؟ يمكنك أن تراجع تجاربك الإنسانية، وقد تكتشف أنك حين صمت وتجاوزت كسبت أكثر، وأنك حين أعطيت نفسك فرصة كي تبتلع غضبك أو تأثيره الوقتي فإنك تكون قد جنبت نفسك الوقوع تحت سيطرة حماقتها وفي كل منا شيء من الحماقة يطغى علينا حين نغفل أو ننسى أو نترك العنان لأنفسنا بدون أن نحاسبها أو نحاول أن نسيطر عليها. وحينها لا تكون تصرفاتك عبارة عن أفعال بل مجرد ردود أفعال حادة وعشوائية. هل يمكننا تفسير الغضب كيميائياً وحيويا؟ ربما!... قد نتحدث عن تذبذب هرموني أو تسارع في إرساليات عصبية معينة أو في احمرار الوجه و ارتفاع الصوت وغيرها من العلامات الجسدية الواضحة التي تدل على أن هذا الشخص يمتلئ بالغضب. هل يمكننا اعتبار الغضب طاقة؟ إذا أجبنا بنعم فإننا نتفق بأنه طاقة سلبية قد تكون مدمرة وفي النهاية إذا لم نتخلص منها قد تؤثر في دواخلنا، لكن هل يكون التخلص منها بأن نطلقها على الآخرين من خلال كلمات عشوائية أو تصرفات غير مقبولة لمجرد أن نرتاح؟ هل هناك أنماط مختلفة للغضب؟ بمعنى أن الغضب يأخذ صورا وأشكالا مختلفة، يمكننا أن نجيب بنعم، لكن هناك سمات عامة ولغة جسدية تجعلنا حتى وإن كنا صغاراً لم نتعلم النطق بعد ولا نفهم لغة الكبار نعرف من نظرة عيونهم ومن نبرة صوتهم أننا أثرنا غضبهم. أي الغاضبين أنت؟ وكيف تتعامل مع غضبك؟ هل تنفجر في وجه أول إنسان تقابله حتى و إن لم يكن له ذنب؟ هل تكتم غضبك وتكبته حتى تصاب بالصداع وآلام جسدية كثيرة؟ هل تتعامل مع غضبك بذكاء أو تتركه يسيطر عليك بحماقة؟