استقبل جلالة ملك مملكة النرويج هارالد الخامس في أوسلو صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وقد نقل سمو وزير الخارجية تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لجلالة ملك النرويج. كما حمل جلالته سموه تحياته للملك المفدى وسمو ولي العهد وتقديره للدور الذي تطلع به المملكة العربية السعودية بمبادرتها الرائدة للدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات وما لقيته هذه الدعوة الكريمة من صدى عالمي. واستقبل دولة رئيس الوزراء بمملكة النرويج ينس شتولتنبرغ في أوسلو صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وبحث الجانبان العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها إلى جانب عملية السلام والدفع بجهود السلام. ونوه سمو وزير الخارجية بدور مملكة النرويج في عملية السلام بوصف أوسلو منعطفاً مهماً في المسيرة السلمية. كما تطرق الجانبان إلى التنسيق والتشاور حيال السياسة البترولية في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة وأهمية العمل سوياً نحو اتخاذ التدابير المطلوبة لضمان استقرار سوق النفط العالمي بما يخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء. كما التقى سمو وزير الخارجية معالي وزير الخارجية النرويجي يوناس غاهر ستويري. وبحث سموه والوزير النرويجي العلاقات بين البلدين وسبل دعهما وتعزيزها إلى جانب الأزمة الاقتصادية الدولية والتعاون المشترك بين المملكتين في سبيل استقرار سوق النفط العالمي. كما بحث سمو الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية النرويجي مسيرة السلام في المنطقة وسبل الدفع بها وكذا المساعدات المقدمة للفلسطينيين عبر لجنة الاتصال الدولية التي تترأسها النرويج. من جانبه أعرب معالي وزير خارجية النرويج يوناس غاهر ستويري عن تقدير بلاده لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات. وقال معاليه في كلمة خلال لقائه سمو وزير الخارجية "أنا أعتقد أنه إذا تم تنشيط حوارنا مع البلدان والمناطق الأخرى فسوف نجد تلاقي قيمنا ووجهات النظر ودعم الحوار السلمي والمحترم". ورأى أن للنرويج وللمملكة الاهتمام نفسه في حل المشكلات والاضطراب الاقتصادي وتغير المناخ ومواجهة التهديدات التي تؤثر على أمن البشرية من العنف والصراعات والفقر والأعمال الإرهابية. وقال معاليه "إننا نشترك في الطموحات لتخفيف التوتر الحاصل في الشرق الأوسط وبخاصة حل القضية الفلسطينية وبصفتي رئيساً للجنة الاتصال الخاصة أعتبر أن الشراكة مع المملكة مهمة جداً لحل هذه القضية". وأفاد معالي وزير خارجية النرويج أن محادثاته مع سمو الأمير سعود الفيصل أظهرت الاتفاق في الرؤية لمختلف القضايا وبخاصة أن النرويج والمملكة منتجان كبيران للنفط بتقنية وخبرات عالية داعياً إلى زيادة المشروعات المشتركة بين البلدين. ورحب معاليه بسمو الأمير سعود الفيصل في زيارته للنرويج. ونوه بدور المملكة الحضاري والثقافي موضحاً أنه عندما يفكر في إسهام شبه الجزيرة العربية الغني في الإرث الثقافي العالمي فأول ما يتبادر إلى ذهنه هو اللغة العربية البلاغية التي تلقى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم. وقال "لكي نحصل على فهم أعمق للعالم العربي نحتاج إلى ترجمة مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية الموروثة والحديثة إلى اللغة النرويجية وبالمثل من الكتاب النرويجيين ينبغي أن نسعى للقراءة من الشرق الأوسط". والتقى سموه بأعضاء البرلمان في مملكة النرويج. وأكد سمو وزير الخارجية خلال اللقاء أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما تحمله من مضامين سامية تهدف إلى إشاعة ثقافة السلام والوئام بين الشعوب بمختلف دياناتها وثقافاتها عبر الحوار المرتكز على القيم الإنسانية المشتركة والمباديء التي جاءت بها الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة التي تحث على الخير ونبذ الشر. وأشار سموه إلى أن أهم عوامل التلاقي بين الثقافات والحضارات يكمن بالتواصل الإنساني بين شعوب العالم لتمكينهم من تفهم ثقافات بعضهم البعض. وتحدث سموه في اللقاء حول المشكلات التي تعاني منها المنطقة مشيراً إلى أن مشكلة الشرق الأوسط تشكل محور هذه المشكلات وفي نفس الوقت مفتاح الحل للعديد منها داعياً إلى مضاعفة الجهود في سبيل الدفع بعميلة السلام في المنطقة وفق الأسس المتفق عليها والقائمة على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها وتأكيدات وتفاهمات أنابولوس. وفي سياق متصل حمل سمو وزير الخارجية إسرائيل مسئولية تعثر عملية السلام من خلال ما تمارسه من سياسات قمعية ضد الشعب الفلسطيني وتوسيع المستوطنات وبناء المزيد منها وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقطيع الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشكل عقبة كؤوداً أمام التوجه الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة. وقال سموه إن الجانب العربي قام بكل ما يتوجب عليه بإقراره للسلام خياراً استراتيجياً بل وتقدمه بالمبادرات تلو الأخرى بدءاً من مبادرة الثماني نقاط لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1982م ووصولاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للسلام الشامل مقابل الانسحاب الكامل التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002م. وأكد سموه في هذا السياق أن المبادرة تعد شاملة ومتكاملة وغير قابلة للتجزئة.