أقيمت بمركز المعارض والفعاليات بجدة وعلى هامش فعاليات معرض "الفيصل شاهد وشهيد" ندوة نضمتها جامعة الملك عبد العزيز، وكانت عبارة عن محاضرتين الأولى قدمها من الدكتور عبد الرحمن الوهابي وشارك فيها كل من الدكتور عبد الله المعطاني أستاذ النقد الأدبي بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة بمحاضرة خصها عن رثاء أبناء الفيصل له، والثانية كانت بعنوان "تطور الفكر الإداري في عهد الفيصل" قدمها الدكتور طلال بن مسلط الشريف الأستاذ المشارك بقسم الإدارة العامة بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز. واستعرض الدكتور عبد الله المعطاني في ورقته قصائد مختلفة لكل من صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ابتداء بديوان محروم وعرض له ثلاث قصائد اثنتان شعبيتان وواحدة فصيحة، وكانت الأولى بعنوان أصيح يا فيصل واختار منها بعض النماذج وناقشها ثم قدم القصيدة الثانية وهي يا فيصل مختارا منها بعض الأبيات الشعرية، شارحا قيمة الرثاء فيها ومصداقية الطرح الفني والموضوعي في شعر الرثاء الصادر من أبناء الشهيد الذين فقدوه ليس كقائد وملك عظيم فقط، بل كموجه وأب، حيث تناثرت معاني الأبوة والأسى في الشكوى الحزينة في القصائد. ثم عرض قصيدة كيف أنساك يا أبي وهي من الفصيح للشاعر الأمير عبدالله الفيصل موضحا بعض ما في أبياتها من جمال فني وقيمة موضوعية. رثائيات خالد الفيصل وبعد ذلك قدم الدكتور المعطاني، رثائيات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، الذي وصفه بأنه رجل يتصف بالكثير من صفات الفيصل القيادية والأخلاقية، مشيرا إلى أنه يحمل مفاجأة أكرمه بها صاحب القصيدة بهذه المناسبة، وهي أول قصيدة فصيحة لسمو الأمير خالد الفيصل قالها في بيروت عندما وصله نبأ وفاة والده عن طريق والدته الأميرة هيا رحمها الله التي كانت تتلقى العلاج هناك، وكانت في لحظات حزن شديد والقصيدة يشع منها الكثير من الحزن والأنفة في جانب واحد: قالت أبوك وأغمضت عين الأسى فعرفت هولا أعجز الأهوالا ولمحت في غور العيون تساؤلا هل أنجب الرجل العظيم رجالا لم أسكب الدمع الحزين وإنما رمت المثال من العظيم مثالا لا ينثني عزمي وفيصل والدي لا عشت إن لم أحتذيه مثالا وأشار الدكتور المعطاني إلى أنه ربما تكمن العلاقة بين الفصيح وارتباطه بالرثاء الذي خصص في الملك فيصل في شعر الأمير خالد الفيصل نابع من الشعور بالأبوة ورفع شأن الشخصية المرثية من خلال ربط الشهيد بالفصحى التي تمثل رمز الإسلام والعروبة. وأضاف أيضا لقصائد دايم السيف سمو الأمير خالد الفيصل التي رثى بها الملك الشهيد وهي سلام يا فيصل، ومقطوعة رفعة الراس، ثم إلى قصيدة لا هنت وهي من أشهر القصائد التي انتشرت في رثاء الفيصل، وناقش بعض أبياتها مستشهدا ومدللا لروح العاطفة الجياشة وشدة الحزن التي تصدر من إيقاعات ومعاني القصيد. وأشار إلى رمزية التركيز على تكثيف الرأس والشموخ في القصيدة في أسلوب يربط ما بين المدح والرثاء في آن واحد، وكيف أن الملك فيصل كان يتصف بالأنفة دون كبرياء بل كان في غاية التواضع والتعفف والزهد خاصة في السنوات الأخيرة من عمره. وأشار الدكتور المعطاني إلى مجموعة من صفات الملك فيصل رحمه الله ذكرت في قصائد الأميرين وتعرض لشواهد لذلك من مثل العفة والكرامة والأنفة والنزاهة والسماحة...وقد أشار الدكتور المعطاني إلى أنه لا توجد قصائد غير ما ذكر، وأن ما ينسب لغرس الفيصل من قصيدة رثاء في الملك فيصل ليست لأحد من أسرة الشهيد ولا لواحدة من بناته، حيث إنه لا توجد من بنات الملك فيصل من تقرض الشعر واستشهد بقول لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في ذلك. تطوير العمل الإداري بعهد فيصل وأوضح الدكتور طلال الشريف دور الفيصل التنموي في تطوير العمل الإداري في الفترات التي كان يتقلد فيها مسؤوليات الإدارة منذ أن كان نائبا للملك على الحجاز، مشيرا إلى تطور الميزانية في عهده وصعود الريال السعودي بعد هبوطه لمرحلة متدنية وذلك حسب المصادر الأجنبية، واستعرض الدكتور الشريف من خلال التطور التأريخي مستوى تطور العمل الإداري في الوزارات، وتأسيسها والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية التي دعمت حركة النهضة الإدارية حتى وفاة الملك فيصل، وأن الملك فيصل كان حكيما في قراراته التي أسس بها الكثير من الوزارات، وعلى تأسيس الخطط الخمسية التي بدأت في عهده.