قامت وزارة الخارجية الباكستانية باستدعاء السفيرة الأمريكية آن دبليو باترسن في إسلام آباد للمرة الثانية في فترة أقل من شهر من الاستدعاء الأول، وقدمت إليها مذكرة احتجاج حول القصف الأمريكي الذي استهدف منزلاً للمسلحين في منطقة "بانو" بالقرب من منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، وأفادت مجموعة "جنك" الإخبارية الباكستانية بأن وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير قام بتسيلم السفيرة الأمريكية مذكرة الاحتجاج لتقوم بنقلها إلى الحكومة الأمريكية مطالباً بالوقف الفوري للهجمات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية. كما أكدت الخارجية الباكستانية للسفيرة الأمريكية إدانة باكستان للهجمات الصاروخية التي تشنها الطائرات الأمريكية على مواقع داخل باكستان، موضحة أنه يتعين على القوات الأمريكية وقف مثل هذه الهجمات على الفور. وفي سياق متصل نفى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وجود أي اتفاقية بين إسلام آباد وواشنطن تجيز للقوات الأمريكية بشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية. وأوضح في كلمته أمام جلسة الجمعة الوطنية بالبرلمان الباكستاني في العاصمة الباكستانية إسلام آباد بأن باكستان غير راضية وتندد بالهجمات الأمريكية داخل أراضيها. وأكد أن موقف باكستان واضح منذ البداية بهذا الشأن. وأضاف جيلاني بأن مثل هذه الهجمات تلعب دوراً سلبياً وتساهم في زيادة المشاكل الأمنية داخل باكستان كما أنها تعرقل الجهود الجارية للقضاء على الإرهاب والتطرف. كما أكد جيلاني بأن القوات المسلحة الباكستانية تؤيد موقف الحكومة الديمقراطية في باكستان نافياً وجود أي خلافات حول موقفهما في هذا الشأن. وجاءت هذه التطورات الهامة بعد أن قامت طائرة تجسس أمريكية بدون طيار بشن هجوم صاروخي موجه على منزل بمنطقة بانو مما أسفر عن مصرع وإصابة عشرة أشخاص بينهم مسلحين أجانب، واعتبرته السلطات الباكستانية هجوماً يختلف عن بقية الهجمات لأنه وقع خارج منطقة القبائل الباكستانية.