@@ لا شيء يتقدم على المصالح الخاصة في هذا العصر.. @@ ولا شيء يفوق في الأهمية البحث عن العائد.. ثمناً للهمسة.. او النظرة.. او الكلمة في هذا الزمن. @@ ولا شيء يعدل انانية الانسان.. وتكالبه على هذه الدنيا.. وسعيه الى الاستئثار بكل شيء يعرض له.. او يتاح له.. او يتهيأ امامه.. @@ فإذا وجدتم انساناً واحداً.. يتصرف على نحو آخر.. فإنكم انما تخطئون فهم تصرفاته.. او انكم تحسنون الظن به.. او ان على عقولكم وعيونكم "غشاوة".. او ان لدى هذا الانسان قدرة فائقة على "التلوُّن".. وتقمص الادوار المثالية بحيث لا ندرك حقيقته.. @@ وصدقوني.. @@ ان "الزيف".. هو السائد والطاغي.. @@ وصدقوني.. @@ ان "الدجل" بأشكاله وأنواعه المختلفة هو السائد.. والرائج.. والمعمول به.. @@ وصدقوني.. @@ ان جميع البشر يتساوون في غرامهم وافتتانهم بأنفسهم.. وان تفاوتت درجة هذا "العشق" المجنون للذات بين انسان وآخر.. @@ ان من يخدعوننا.. ويكذبون علينا.. ويدعون بأنهم اوفياء لنا.. وصادقون معنا.. ومخلصون لنا دون غيرنا.. انما يبالغون كثيراً في "استغفالنا".. وفي الضحك علينا.. وفي "استرقاق" عواطفنا.. واستغلال "طيبتنا".. و"سذاجتنا".. @@ فالانسان - بطبيعته - لا يمكن ان يحب غيره أكثر من حبه لنفسه.. وان حبه لنفسه هو الذي يدفعه لان يوهمك بأنه معك.. ولك.. ومنك.. واليك.. في الوقت الذي قد يكون مع غيرك.. وغيرك.. وغيرك.. @@ بل انه قد يستثمر "غفلتك".. وحسن نيتك.. فلا يكاد يغادر مجلسك.. حتى يتجه الى مجلس اعدى الناس اليك.. واكثرهم حقداً عليك.. وتآمراً على حياتك.. @@ واذا وُجد هناك اناس انقياء.. وطيبون.. فإن هؤلاء نادرون.. ونادرون.. ونادرون.. في زمن كثر فيه الكذابون.. والمبتزون.. والمنافقون.. @@ ان حصانتنا ضد هؤلاء.. @@ ووقايتنا منهم.. @@ وكشفنا لدهائهم.. وفضحنا لأساليبهم الخادعة.. تتطلب منا الكثير من الحذر.. واليقظة والانتباه.. والقدرة على التمييز بين عباد الله.. وعدم الاستجابة لصور الاغواء.. والتضليل.. والتصنع.. والجذب.. @@ ذلك.. ان لدى هذا النوع من البشر قدرات.. ومواهب "خارقة".. وغير عادية.. لاستدراج "ضحاياهم" وإبعاد جميع الشكوك الدائرة حولهم.. وإثبات براءتهم "المزعومة".. والعمل على كسب الآخرين.. وإقناعهم بأنهم صادقون معهم.. ومخلصون لهم.. وانه لايوجد من يشاركهم في مشاعرهم.. @@ يحدث هذا في وقت تخفي فيه ضمائرهم الكثير من الأفعال.. والممارسات المغايرة تماماً.. لما يظهرونه لنا.. مع كل أسف )!(. @@ كم هي حقيرة المصالح.. @@ وكم هي رديئة النفوس التي لا تقيم وزناً لمشاعر الانسان وأحاسيسه.. @@ وكم هي خادعة.. تلك الدموع.. والآهات.. والتنهدات.. حين تحاول استغلال نقاط الضعف الانساني فينا.. فتطيح بعقولنا.. وتبتز مشاعرنا.. ضمير مستتر: @@ (من لا كرامة له.. لا إحساس عنده).