تتميز الكلمات الارتجالية للأمير سلمان بن عبدالعزيز باستحضار الذكريات الشخصية. وفي كلمته في حفل تسليم جائزة سعفة القدوة الحسنة، ارتجل أن خادم الحرمين الشريفين حينما يسلمه أو يرسل إليه معاملة أو أمراً يخص أحد المواطنين يقول له: "هذه المعاملة من ذمتي إلى ذمتك". ولو تأملنا هذه المقولة لوجدناها تحمل الإحساس الذي يجب أن يتحلى به كل مسؤول. فالذمة في النهاية ذمة، ومن يخونها يخون علاقته مع محاسب الذمم جل وعلا. وهذا الأمر معلوم عند الجميع، لكن التذكير به مهم، بل في غاية الأهمية. إذ أن هناك من يتصور أن إنهاء إجراءات معاملة مواطن بسيط في دائرة خدمية أو في بنك أو في غيرهما من المواقع الإدارية، هو مجرد عمل وظيفي، إن انتهى اليوم أو سينتهي غداً. هو ينسى أو يتناسى أن الله يراقبه ويراقب كيف سينهي هذه المعاملة. ولو استطعنا أن نعزز مخافة الله لدى كل موظف وكل موظفة، كل معلم وكل معلمة، كل قاض وكل مفتش وكل إعلامي وكل طبيب وكل مهندس، وعززنا أن كل ما يؤديه هؤلاء هو في ذممهم وذمههن، لربما خففنا من الفساد والإهمال والتقصير والأخطاء واللامبالاة في إحقاق الحقوق للناس.