هذه كلمات صغيرة..لا تعرف أن تزين نفسها...تضل عن معانيها لأنها مثل صاحبها..ما زالت تنمو، فأرجو أن تتسامحوا مع بساطتها. أمي.... أعلم أنني أعجز عن الوصول إليك وأنت غاضبة.. أو تعبة فأشفق عليك وكأنني مسئول عن تعبك.. وأدرك الآن أن مطالبي العادية قد تبدو لكِ كثيرة وأنت مشغولة... لماذا أنت مشغولة دائما يا أمي؟ أفهم انك تذهبين للعمل كل يوم وتتعبين..ايضا في البيت تعملين وأعرف متى تتثاقل عليك أعباؤك وهمومك في أيام الأسبوع ويوم الجمعة عندما يأتي الأهل والضيوف إلى بيتنا. أراك وأنت في كل مكان... في المطبخ والمجلس وغرفنا، ترتبين.. تأتين بالأشياء.. تنهرين أختي وتبتسمين في نفس اللحظة لأختك أنت وتقولين عنا "كم هم أشقياء مشاكسين هؤلاء الأولاد؟". إنني أسمعك ياأمي.. افهم ما تقولين. عندما تضحكين أفرح أنا.. هذه أوقات لا ترين فيها أخطائي وعندما ترينها تفكرين في شيء آخر فأعلم انه يمكنني أن امرح كما أشاء.. كطفل في عمري. أحيانا أغلط دون قصد فأكسر الصحون وأصفق الأبواب وأنسى دائما أن أضع أشيائي في أماكنها. "متى ستتعلم؟" تتساءلين غاضبة ولا اعرف ماذا أقول. إن آبي يغضب مني عندما تشكينني له إن هذا الولد لا يسمع الكلام ،،لا يحل واجباته المدرسية ويلعب كثيرا بالبلاي استيشن! أشعر بغضب أبي قبل أن يكلمني..أحس بتأنيبه فأحاول أن اهرب..أخاف أن يحرمني من أشياء أحبها انه لا يضربني مثل والد صديقي بالمدرسة الذي يأتي مضروبا كل صباح سبت اعلم ذلك ولكنه يستطيع أن يحبسني في غرفة بمفردي..دون ألعابي وان يمنع عني مصروفي.. وعندما ابكي يغضب أكثر.. يقول لي أنت ولد.. عيب عليك أن تبكي مثل البنات لاادري يا أمي كيف تأتي الدموع... هي تأتي.. اشعر بشيء داخلي يختنق.. لابد أن أبكي. في الأسبوع الماضي جاءت جدتي لزيارتنا.. أحضرت لنا هدايا حلوة وقلت لها "هذا كثير".. وقالت لكِ "دعيني أحبهم قليلا" وكنت أنت تغضبين من أخطائي أمامها أكثر.. سمعتك تقولين عني ولد شيطان.. وسمعتها تقول لكِ "لا تنسيء انه في السابعة فقط".. يا الله ياأمي..عمري سبع سنوات فقط وتظنين انني كبير؟ أعلم أنني لست طفلا وإنني ما زلت اكبر واعلم انه ستمر سنوات كثيرة قبل أن افهم الأشياء كما يعرفها الكبار ولكن سوف ترين أنني اكبر في كل يوم.. أتعلم شيئا ويزداد طولي كل عام.. وسيأتي يوم سوف أصبح فيه عاقلا وعالما وربما مخترعا ولكن الآن في هذه السنين أرجوك انتظري قليلا، تسامحي مع هفوات عمري الصغير وتأكدي بأنني عندما اكبر سوف اصنع لكِ أشياء حلوة تحبينها وتفرحين بها لأنك أغلى الناس عندي. أمي في قلبي أشياء كثيرة لا اعرف كيف أتكلم عنها أمامكم انتم الكبار، وقت خناقاتنا نحن الصغار ووقت تذهب أختي عندك تشكيني تصدقين كل ما تقوله وكيف تقوله وعندما تسألينني لماذا فعلت تلك المشاكل وأكون بريئا اصمت فجأة لأنني لا اعرف ماذا أقول فتعيدين عليّ الأسئلة وأبقى صامتا خائفا من غضبك فأنسى الكلام يا أمي والله لا استطيع أن اعبر وعندما انظر إليك أرى حيرتك من هذا الولد الذي لا يدافع عن نفسه.. الآن أتعلم قليلا وأحبك كثيرا فامنحيني صبرك الحنون.